تقدير موقف

في التوقيت الخاطئ!

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

د.مازن سليم خضور

يقول الخبر ” نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً بالصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مطار دمشق الدولي وبعض النقاط في ريف دمشق وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ المعادية ودمرت معظمها وأسفر العدوان عن خروج المطار عن الخدمة ووقوع بعض الخسائر المادية”.

خبر الاعتداءات الإسرائيلية على المرافق المدنية السورية لم ولن يكون مستغرباً لكيانٍ لقيط أنشئ على الإعتداء عبر عصاباته المستوردة لكن المستغرب حقا هو تعليقات البعض على هذا الموضوع والمواضيع المشابهة والمؤسف أن تلك الاستهدافات أدت في معظمها إلى ارتقاء الشهداء والجرحى!

عُرّفت السخرية بأنها ” خليط من انفعالين هما الغضب والاشمئزاز ” وهي من مصدر “سَخِرَ”، وتعني الهُزْء والتهكّم.
وهي سلاح فعال من أجل النقد الاجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي لكن أحيانا تتحول إلى أداة تجريح وهنا يكمن دور
الحرية المسؤولة وهي التي تقول بحرية التعبير لكن مصحوبة بمسؤوليات تجاه الفرد ككيان واحد وكذلك تجاه الوجود والمجتمع ككل.

وبالتالي يحق للشخص أن يمارس حقه بالسخرية ولكن ليس على حساب دماء وآلام الغير من باب المسؤولية الاجتماعية وهي “الأساس الأخلاقي الذي تستند إليه المواطنة، وهى التي تدفع المواطنين إلى تبنى مفهومات إيجابية، وإلى ممارسات سلوكية تتصف بالاندماج في الحياة الاجتماعية والسياسية، والوعي بأهمية هذا الاندماج”.

السخرية لا يجب أن تكون بهدف الإهانة بقدر ما يجب أن تكون للتركيز على خطأ معين أو جانب معين عبر اختيار الكلمات والعبارات والأسلوب المناسب للجمهور بهدف إيصال فكرته بالشكل الأمثل والأهم من كل ماسبق اختيار التوقيت المناسب.
في الختام يقول فولتير “إن السخرية سلاح الأعزل المغلوب على أمره” لكنها أشبه بالسير في حقل ألغام في حال لم تكن بالتوقيت الصحيح أو بالطريقة الصحيحة.

عندما قال واسيني الأعرج “هذا العالم صعب وخائن ولا يطاق، يجب أن يمتلك الإنسان سلاح السخرية” استكمل ذلك بقوله “وسلاح القوة لكي يستطيع أن يحارب حتى الموت”!

أي يجب أن يمتلك القوة والإرادة ليحارب بكل ما أوتي من قوة لتحقيق الأهداف وليس كما يحصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص هدفهم الاستهزاء بالآخرين وجمع “الاعجابات والتعليقات” حتى ولو على حساب دماء وآلام الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى