تحليل للسلوك العسكري لعمليات حزب الله بعد التهديدات المتزايدة على لبنان وتحليل امكانية العدو الهجوم على لبنان
م. الوليد صالح
………………………
أولا : – منذ أن دخل حزب الله في المعركة ضد العدو الاسرائيلي في 8 تشرين أول نصرة لغزة دأبت قيادة العدو الاسرائيلي على التهديد والوعيد بالخرب على لبنان وتدمير البنية التحتية وارجاع قوات حزب الله لما وراء الليطاني، كما قام العدو الاسرائيلي على محاولة استهداف مقاتلي حزب الله واغتيال القيادات الميدانية في محاولة لردع الحزب ولكن رغم عدد الشهداء الكبير الذي قدمه الحزب طيلة تسعة أشهر من الحرب ورغم الدمار في القرى في جنوب لبنان لم يتراجع حزب الله ليوم واحد واستمر في الالتحام اليومي مع جيش العدو الاسرائيلي مثبتا ثلاث فرق عسكرية مانعا اياها من مساندة الفرق التي تهاجم غزة.
– قام حلفاء العدو الاسرائيلي بمحاولات متتالية كل حليف بحسب طريقته لمنع حزب الله من الاستمرار في الهجوم على العدو الاسرائيلي حيث عمدت الولايات المتحدة الى محاولة الضغط على الحكومة اللبنانية ونقلت رسائل تهديد وقدمت مقترحات وساطة وقدمت محاولات ترغيب دون فائدة، كما قامت فرنسا بدور ترغيب عبر تقديم عروض مادية على الحكومة اللبنانية وعروض وساطة بين الحزب وكيان العدو دون فائدة، واخيرا قامت بريطانيا بنقل تهديد للحكومة اللبنانية بضرورة اتخاذ اجراءات التمويه بسبب هجوم اسرائيلي وشيك في منتصف حزيران.
– رد حزب الله على التهديد البريطاني بالاستمرار بالعمليات اليومية عبر الاستمرار بمنع جيش العدو من ترميم قدراته الاستطلاعية والتجسسية في مواقعه على طول الحدود بالاضافة لزيادة استهداف مواقع الدفاع الجوي للعدو عبر استهداف منصات القبة الحديدية والرادارات بالاضافة لاستهداف مرابض مدفعية العدو في شمال فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لكن وبعد التهديد البريطاني والذي بدا انه جدي فعلا قام حزب الله بتكتيك جديد عبر ادخال سلاح دفاع جوي لم يكشف عن نوعه حيث قام باستهداف احد طائرات العدو بصاروخ ارض- جو يوم 7\6\2024 مما ادى الى هروب الطائرة ثم قام الحزب يوم 9\6\2024 باستهداف طائرة للعدو بصاروخ ارض – جو مما ادى الى هروبها.
– الفعل العسكري الجديد لحزب الله ادخل معادلة ردع جديدة امام القيادة العسكرية والامنية للعدو حيث اعطى حزب الله مؤشر عسكري واضح انه قادر على تحييد القوات الجوية للعدو الاسرائيلي من المعركة في اي معركة قادمة او بأقل تقدير اعاقة عملها والحد من تأثيرها وبالتالي ستكون القوات البرية للعدو في وضع ضعيف وصعب حيث لايعتد بها في حال غابت التغطية الجوية لها حيث لم تتمكن من احراز نصر يعتد به في غزة طوال تسعة شهور رغم التغطية الجوية فكيف سيكون حالها في حال غابت التغطية الجوية.
– غالبا تقصد حزب الله استخدام احد انواع الدفاع الجوي القديمة نسبيا بهدف ترهيب العدو وامتنع عن استخدام انظمة متقدمة تاركا اياها لوقت المعركة.
– الفعل العسكري لحزب الله ليس عسكريا بحتا ولا سياسي بل أصله فلسفي حيث يقول الفيلسوف العربي ابن خلدون في مقدمته المشهورة ( الاستعداد للحرب يمنع الحرب … لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم )، قيادة حزب الله ليست قيادة دينية فقط وليسوا اساتذة في السياسة فقط بل هم أساتذة في الفلسفة والتخطيط.
ثانيا: – قوات العدو الاسرائيلي شمال فلسطين المحتلة:
تتكون قوات العدو التي يحشدها ضد لبنان غالبا من 12 لواء منضوين تحت 3 فرق، وهي:
■ الفرقة 146:
•اللواء 205 مدرع احتياطي.
– لواء كرملي الاحتياطي.
– اللواء 226 احتياط.
– اللواء 228 احتياط.
■الفرقة المدرعة 36:
•اللواء 188 مدرع.
– لواء غولاني.
– لواء كرياتي المدرع الاحتياطي…
– لواء احتياط عتزوني.
■الفرقة 98 مظليين:
•اللواء السابع مدرع
•اللواء 35
•لواء الكوماندوز
•اللواء 551 احتياط
اغلب الالوية سابقة الذكر أجرت مناورات محاكية للهجوم على لبنان واجرت عدة تدريبات واصبحت جاهزة، و لكن 3 من الالوية السابقة الذكر موجودون حالياً في شمالي فلسطين المحتلة في مواقعهم ، العدد الإجمالي للجنود المقاتلين = 18 ألفاً تقريباً، أي حوالي ضعف العدد الذي دخل لبنان في عام 2006.
الاولية الاخرى غير موجودة شمال فلسطين المحتلة كالألوية السابعة والخامسة والثلاثون والمغاوير منشغلة في القطاع وما حوله، ولم يتم نقلها شمالاً بعد ولم يتم الاستعداد للغزو، ولواء كرملي موجود حالياً في نتساريم، وغالبا سيحل مكان اللواء 551.
مما سبق يمكن توقع ان العدو غير جاهز في منتصف هذا الشهر للحرب على لبنان وبحسب وضع قواته البرية لايمكن ذلك قبل نهاية حزيران وصولا لمنتصف تموز، لكن ادخال حزب الله لانظمة الدفاع الجوي ضد طيران العدو الحربي سيجعل من قرار قيادة العدو العسكرية بالحرب على لبنان صعبا بالاضافة لعوامل اخرى منها عدم قدرته على حسم المعركة في غزة وانهاك قواته وجبهته الداخلية والانقسام السياسي الحاد بالاضافة للوضع الاقتصادي المتردي للعدو نتيجة الحرب مع عامل قوة كبير لصالح حزب الله هو البعد الجغرافي الكبير خلفه من دمشق لطهران الذي يؤمن له دعم عسكري سياسي كبير مع عامل الراحة النسبية لوحدات حزب الله.