صحف عربية وعالمية

التقرير السياسي اليومي

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

تتواصل الاتصالات الإقليمية والدولية على أكثر من خط، وخصوصاً مع دولة الاحتلال وإيران، في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بالردّ على الهجوم الذي شنّته طهران على أهداف في الكيان، ليل السبت – الأحد، وما يفتح عليه احتمال تنفيذها من تصعيد عسكري إقليمي واسع، لا يبدو حتى الآن، أن الولايات المتحدة تدعمه.

 صحيفة الأخبار كتبت تقول: رغم تأكيد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان العامة، هرتسي هليفي، أن إسرائيل ستردّ على الهجوم الإيراني غير المسبوق، لا يزال من غير الواضح ما إن كانت دولة الاحتلال قد حددت طريقة الردّ، وفقاً لما نقله المراسل العسكري لموقع «واللا»، أمير بوخبوط، عن مسؤول أمني، شدد على أن «الردّ ينبغي أن يحقق المصالح الإسرائيلية، وعلى الإيرانيين أن يجروا حساباتهم». ولمّح المسؤول إلى أن كل من يتخيّل ضربة واسعة ضد المصالح الإيرانية عليه أن يدرك بعض النقاط المهمة: «المستوى السياسي الإسرائيلي يعتبر أن ساحة القتال الأساسية هي قطاع غزة، وخصوصاً أنها تتداخل مع المفاوضات العالقة لتحرير الأسرى، ما يستوجب ممارسة ضغط على حركة حماس لدفع الأخيرة إلى تلبية شروط إسرائيل». ولهذا السبب، بحسبه، «صادق الجيش على خطط أمام المستوى السياسي، وهو ينتظر التطورات غير المتعلقة به، وإنما المتعلقة بالطبقة السياسية».وأشار إلى أنه «لا أحد في المستوى الأمني لديه أيّ نية لتحمل استمرار النشاط الإيراني بشكل مباشر أو من خلال الوكلاء ضد إسرائيل، وبالتالي سيتم التحرك وفقاً لما يدعم وجهة النظر الإسرائيلية»، مضيفاً أنه «بما أننا نقدّر أن الإيرانيين لم يقولوا كلمتهم الأخيرة، فإن الجيش يستعد لمزيد من التحركات». وإذ نقل الموقع عن مصادر في المؤسسة الأمنية قولها إن المصالح الإيرانية موزعة في الشرق الأوسط وتخلق خيارات عديدة للعمل، فقد حدد المسؤول المذكور عدداً من المجالات التي يمكن أن تردّ فيها إسرائيل. وأوضح أن المجال الأول هو أن «تضرب إسرائيل مباشرة وبصورة متحركة، أو في الفضاء الإلكتروني، في قلب إيران؛ حيث تستهدف بنى تحتيّة عسكرية أو بنى تحتية داعمة للأنشطة العسكرية». أمّا المجال الثاني فهو «الترقب المستنفر ومن ثم الخروج لتنفيذ اغتيال مُركّز ضد شخصيات إيرانية في قلب إيران». والثالث أن «تضرب مصالح إيرانية في الشرق الأوسط وليس بالضرورة في قلب إيران ضد شخصيات إيرانية، فمنذ بداية الحرب اغتيلت 17 شخصية إيرانية، بينها جنرالان كبيران»، فيما الرابع أن «تستهدف وكلاء إيران بصورة مكثّفة، سواء عبر ضرب مخازن أسلحة، أفراد، منظومات أسلحة، بنى تحتية داعمة للإرهاب، وغيرها».
من جهته، رأى المتخصص الإسرائيلي في الأمن القومي والعميد في الاحتياط، كوبي ماروم، في مقابلة مع إذاعة «103 أف أم» الإسرائيلية، ونقلت فحواها صحيفة «معاريف»، أن الهجوم الإيراني هو تطوّر خطير جداً ومحاولة لتغيير قواعد اللعبة، منبهاً إلى أن «إيران رصدت الضعف الإسرائيلي في 7 أكتوبر، من خلال هجوم (حماس) الذي فاجأ المنطقة كلها بقوته. كما أن إيران رصدت الأزمة المتفاقمة بين إسرائيل والولايات المتحدة». واعتبر ماروم أن «إيران تخوض ضدّنا حرباً منذ ستة أشهر، من دون أن تدفع أثماناً كبيرة. بل على العكس، فقد حققت نجاحات ليست هامشية. ولذلك، فإن اغتيال المجموعة في سوريا كان خطوة جديرة وفي الاتجاه الصحيح» في إشارة إلى تدفيع إيران الثمن باغتيال الجنرال الإيراني، محمد رضا زاهدي، وستة إيرانيين آخرين، في قصف مبنى تابع للقنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع الشهر. ورأى أنه «بالنسبة إلى الدوّامة الإسرائيلية بشأن الرد أو عدم الرد، فإن القضية المركزية هي قضية فقدان الردع. وأعتقد أن هذا الحدث يشير إلى أن الإيرانيين أدركوا وشعروا بفقدان الردع الإسرائيلي والأميركي»، مضيفاً أن «الإيرانيين هاجموا لإدراكهم الضعف الأميركي، وحقيقة أن الأميركيين يبذلون كل ما في وسعهم للحؤول دون وقوع الحرب الإقليمية».
وتابع أنه «في ظل الوضع الحالي، ترى إيران أن ثمة فرصة استراتيجية لتغيير قواعد اللعبة. فهم لديهم حساب مفتوح معنا منذ سنوات طويلة، وتصفية الجنرال الإيراني شكلت دافعاً فحسب لمحاولة استغلال الضعف الإسرائيلي». وبحسبه، «لا يمكن ترميم الردع بكلمات أو بإطراء على نجاح غير عادي في الدفاع، ففي منطقتنا ينبغي استخدام القوة». وربط العميد في الاحتياط بين الحفاظ على التحالف الدولي الذي دعم إسرائيل في صد الهجوم الإيراني، وما يحدث في غزة، معتبراً أن «بلورة استراتيجية ضد إيران، لن تحدث من دون حل قضية اليوم التالي في غزة. ثم إن الهجوم الإيراني وفّر لنا بعض التناسبية، وأظهر إلى أيّ مدى رفح ليست الأمر الأهم، وإلى أيّ مدى التحدي في الشمال كبير للغاية، وبأضعاف، مقارنة بتصريحات عديمة المسؤولية بشأن رفح، الآن».

صحيفة البناء كتبت تقول: دخل الأميركيون والإسرائيليون في مرحلة الحسابات الدقيقة لمخاطر ومكاسب الرد وعدم الرد على عملية الردع الإيرانية ليل 14 نيسان، ردًّا على الغارة الاسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث كل من الخيارين محفوف بمخاطر أقلّها التسليم بموازين جديدة تكون لإيران اليد العليا فيها على مستوى المنطقة، وما لذلك من انعكاسات على مكانة «إسرائيل» الإقليمية وهي في قلب حربها الخاسرة على جبهات غزّة ولبنان، واستطرادًا على النفوذ الأميركي في المنطقة التي تمثل «إسرائيل» القويّة المهيمنة قاعدته الرئيسية. وبالمقابل فإن الرد يفتح الباب لمواجهة تبدو إيران جاهزة لخوضها وقد أعدت لها عدتها، رغم تأكيدها أنها لا تسعى إليها لكنها لا تخشاها، وحتى منتصف ليل أمس، كانت المعادلة المعلنة تقوم على أن القرار يعود لـ «اسرائيل» وأن واشنطن تحترم ما سوف تقرره تل أبيب وأنها تلتزم بحماية «اسرائيل»، مهما كان قرارها، بينما تحت الطاولة يستمر التشاور الأميركي الإسرائيلي على مستوى الخبراء لبلورة جواب يتيح ردًّا لا يؤدي الى المواجهة المفتوحة او الى رد إيرانيّ أشد قسوة، وهذا ما ظهر في تردّد مجلس الحرب في كيان الاحتلال تجاه بلورة قرار واضح.
إيران دخلت مرحلة الاستعداد لفرضيّات الرد الإسرائيلي، عبر إجراءات دفاعية لحماية الأجواء الإيرانية، وتحصين المنشآت النووية والعسكرية والصناعات الحساسة، وبالتوازي الإعداد لردّ قالت إنه سوف يكون سريعًا وفوريًّا على أي استهداف إسرائيلي لأي من المصالح الإيرانية داخل إيران وخارجها، مجددة التأكيد أن هذا الرد سوف يكون عشرة أضعاف الردّ الذي سبق، والذي أرادته إيران محدودًا ومحددًا عقابًا على استهداف القنصلية، لكن الجديد كما يقول المسؤولون الإيرانيون هو أن زمن احتواء الضربات قد انتهى، وقد أدّى مهمته في اتاحة الوقت اللازم لبناء القدرات اللازمة لمواجهة كبرى من جهة، وتمكين محور المقاومة وقواه من امتلاك الجهوزيّة اللازمة لأي منازلة مقبلة.
على جبهة لبنان، صعّدت المقاومة عملياتها، فاستهدفت القبة الحديدية مرتين في قاعدة بيت هلل، وأشعلت الحرائق فيها، وردّت قوات الاحتلال بغارات انتقامية في دبعال والشهابية كانت حصيلتها أربعة شهداء، وكان رد المقاومة استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية وقيادة اللواء الشرقي 769 في كريات شمونة.
برزت في الأيام الماضية تحرّكات محلية وغربية من أجل حل أزمة النازحين السوريين، بعد الصرخة اللبنانيّة التي حذّرت من خطر استمرار النزوح. وتقول أوساط سياسية بارزة لـ «البناء» إن هناك حراكًا لبنانيًّا رسميًّا يعمل من أجل تنظيم الوجود السوري في المرحلة الأولى بالتوازي مع الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة مع المجتمع الدولي ومع قبرص من أجل إيجاد معالجة هذه المعضلة. وثمة تعويل محلي على تبدّل في موقف الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد نهاية شهر أيارالمقبل للبحث في الوضع في سورية وفي أزمة النزوح. هذا سوف يترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل، وسوف يعقد لقاءات مع رؤساء الوفود وأبرزهم رئيسة الاتحاد الاوروبي والرئيس الفرنسي.
يتحرّك السفراء بدءًا من اليوم في جولة جديدة باتجاه مرجعيات وكتل وقوى سياسية وحزبية من بينها المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب. وعقد في دارة السفير المصري علاء موسى، لقاء لسفراء الخماسية. وقال موسى: الكلام عن أن الخماسيّة تروّج لطرح برّي غير صحيح أو منطقيّ. فنحن نستخلص الإيجابيات من كل الطروحات بما فيها «الاعتدال» من دون تبنٍّ تام أو ترويج لأي منها.
وحضرت أيضاً الكتل النيابية للمشاركة في اللقاءات المرتقبة بينها وبين السفراء وهي «التوافق الوطني» و»التغييريين» والطاشناق.
وافادت مصادر نيابية لـ «البناء» أن هناك حراكًا جديدًا من الخماسية ودفعًا من أجل تفاهم اللبنانيين على انتخاب رئيس. واعتبرت المصادر أن أعضاء الخماسية لم يقدموا أفكارًا جديدة إنما اللقاءات خصصت لاستمرار الآراء، مع تركيز المصادر على أهمية الحوار من أجل إنقاذ البلد.
وكان النائب أديب عبد المسيح جدّد طرح فكرة ما بين «مبادرة الاعتدال» وصيغة الرئيس نبيه بري تقوم على أن نأتي إلى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس ونخرج بعد الدورة الأولى من دون رفعها لإجراء حوار برئاسة بري، ثم ندخل مجدداً الى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة ويحصل ذلك على مدى ٧ دورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى