صحف عربية وعالمية
التقرير السياسي اليومي الأربعاء 16 شهر رمضان 1445 الموافق فيه 27 آذار 2024
مركز سونار الإعلامي | sonarlb
مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
- ثارت ثائرة إسرائيل وكأنها قد هُزمت في الحرب فلم تحتمل مدلّلة الغرب والشرق، أن لا يحظى مشروع قرار يطالبها بوقف إطلاق النار بـ«فيتو» أميركي، تحسبه تل أبيب في الجيْب، ووجدت دولة الاحتلال نفسها في خانة الاتهام الدولي، وهو موقف تعتبر نفسها منزّهةً عنه، وليس في العالم من يستطيع وضعها فيه، فضلاً عن محاكمتها ومحاسبتها عليه.
- صحيفة الأخبار كتبت تقول: شهد يوم أمس نموذجاً عملياً لـ«معركة ضبط هوامش الجبهة» بين حزب الله وجيش الاحتلال، في وقت تجد فيه تل أبيب نفسها محاصَرة بالمراوحة الميدانية في غزة وما نتج عنها من عقم على المستوى السياسي، ومحاولة «التنفيس» على الجبهة الشمالية خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف إطلاق النار في غزة.وإذا كان بعض أركان حكومة نتنياهو يهدّدون بالتصعيد شمالاً رداً على محاولات وقف المعركة في غزة قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن حزب الله يجد نفسه في هذا التوقيت بالتحديد معنياً بالردّ الحازم والسريع على أي محاولة إسرائيلية لتجاوز «التصعيد المضبوط» نحو محاولة «السيطرة على التصعيد»، من خلال خلق وقائع ميدانية مُسَيطر عليها، تكون له فيها اليد العُليا والقرار الأخير. وشكّل دخول بعض المستوطنات للمرة الأولى ضمن دائرة النيران التي انطلقت من لبنان، على ما أفادت قناة 14 العبرية، وتخطي «الروتين العملياتي اليومي» في سلسلة الردود النوعية على الاعتداءات الإسرائيلية، إشارات كافية للعدو بأن حزب الله عازم على منعه من تحقيق «قواعد لعب» جديدة في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق في غزة قد ينسحب على لبنان.
وفي هذا الإطار، شهدت الجبهة الجنوبية أمس ارتقاءً نوعياً وكمياً في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وأظهرت هذه العمليات حرص الحزب على الردّ سريعاً على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين من جهة، ويستهدف توسعة المدى الجغرافي لاستهدافاته بما يمكّنه من صنع معادلات تصعيد جديدة، من جهة أخرى. فردّاً على الاعتداءات على القرى الجنوبية، استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرات شوميرا وشلومي وأفيفيم.
ورداً على اعتداء العدو على بلدة الصويري في البقاع الغربي واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف الحزب قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة. وفي إطار الرد نفسه، وبعد اعتداء العدو الذي طاول البقاع، استهدف الحزب ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، وهي مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ورداً على قصف القرى الجنوبية استهدف انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا. كما نفّذ سلسلة عمليات استهدفت تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت وآخر في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى استهداف قوات مشاة معادية في محيط شتولا وحرش حانيتا ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وتعليقاً على هذه التطورات، لخّص يوسي يهوشع في «يديعوت أحرونوت»، المشهد قائلاً إن «الحرب في الشمال شديدة وتشتد. فقد أطلق حزب الله الصواريخ على ميرون، ورداً على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً عسكرياً في عمق لبنان تستخدمه الوحدة الجوية لحزب الله، ويضم مهبط طائرات وعدداً من المباني العسكرية للحزب، وردّ حزب الله الآن بإطلاق عشرات الصواريخ على الجولان والجليل».
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة أفيفيم بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت إن النيران تأكل كل شيء داخله، وفرق الإطفاء غير قادرة على الوصول إلى المكان. وقالت القناة 12 العبرية إن حزب الله يخطط لضرب الكهرباء في الشمال والجولان بالكامل وتصعيد الهجمات على المحطات ومنع المستوطنين من الكهرباء. فيما أشارت «معاريف» إلى أن «سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفدت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاج إليها الإنسان».
وفي إطار الخسائر المتواصلة التي تُسجّل في الشمال، ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الأضرار اليومية جرّاء ضربات حزب الله. وقالت «معاريف» إن مصنعاً للنبيذ في كيبوتس أفيفيم أصيب جراء إطلاق حزب الله صواريخ عليه. ونقلت عن صاحب المصنع، ميئير بيطون، أن «صاروخين سقطا في قلب المصنع الذي احترق، فيما لم يتمكّن رجال الإطفاء من الوصول إليه لوقوعه على خط التماس مباشرة. للأسف كل المصنع تدمّر، وهذه المرّة الرابعة التي يصاب فيها جراء إطلاق صواريخ من لبنان».
– صحيفة البناء كتبت تقول: شكل توصل مجلس الأمن بعد ستة شهور من حرب الإبادة التي تتعرّض لها غزة، لقرار يدعو لوقف النار فوراً، بالتوازي مع دعوته للإفراج الفوري عن أسرى كيان الاحتلال، عبر امتناع واشنطن عن استخدام حق الفيتو أسوة بما فعلته مراراً لإسقاط قرارات مماثلة، تعبيراً مزدوجاً عن مأزق الحرب والقوى الداعمة لها، وفي مقدمتها واشنطن، وعن تلعثم المؤسسات الأممية وعجزها عن توفير الحماية والضمانة والحصانة للشعوب الضعيفة بوجه آلات الحرب والتوحش والهمجية.
القرار لن يبصر النور بعدما أكدت حكومة كيان الاحتلال رفضها للقرار، وبدا واضحاً أن المنطقة ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، سواء بفعل استعدادات الاحتلال لعملية عسكرية في رفح، أو بفعل إصرار قوى المقاومة على قبول تحدي مواصلة الحرب واتجاهها لفرض معادلات جديدة في قلب حرب الاستنزاف التي تسعى لعدم تحولها إلى حرب شاملة كبرى. وفي هذا السياق ظهر التصعيد في شمال غزة وجنوبها من قوى المقاومة، كما بدأت مجموعات المقاومة في الضفة الغربية تظهر قدرة أعلى على استنزاف جيش الاحتلال، فيما تقاسمت جبهات الإسناد مسؤوليات جديدة، فعلى جبهة اليمن استهداف لمدمّرات أميركية في البحر الأحمر بصواريخ نوعية جديدة، وعلى جبهة لبنان استهداف قاعدة يردن القيادية في الجولان المحتل بخمسين صاروخاً، والمقاومة العراقية تستعدّ لاستهداف منصات الغاز في البحر المتوسط كما قال قادتها، بينما استنهضت القوى الشعبية في الشارع العربي حضورها، أسوة بما يشهده الشارع العالمي. ولكن الأبرز ما تشهده العاصمة الأردنية عمان، من تظاهرات ليلية حاشدة ضمت الآلاف من المناصرين لفلسطين والمقاومة وغزة، تحاصر سفارة كيان الاحتلال وتدعو لإغلاقها وإسقاط اتفاقيات السلام والعقود التجارية والاتفاقيات الاقتصادية مع الكيان، بينما شهدت نقابة الصحافيين المصريين تظاهرات داعمة لغزة شارك فيها المئات.
سياسياً، محاولات لترتيب الأوراق، حيث اجتمع في واشنطن وزير حرب الكيان يوآف غالانت مع المسؤولين الأميركيين، وكان الأبرز لقاؤه مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في مسعى لترميم الصدوع الناتجة عن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإسقاط قرار مجلس الأمن، رغم امتناعها عن التصويت، وما ترتب على ذلك من امتناع رئيس حكومة الكيان عن إرسال وفد عسكري الى واشنطن لمناقشة خطط معركة رفح، بينما في الكيان اهتزازات كثيرة حول التفاوض لإفشاله من جهة، ومشروع قانون التجنيد من جهة موازية، وسط احتجاجات متقابلة على مشروع تجنيد 2500 سنوياً من الحريديم، وهو ما يرفضه دعاة المساواة في الخضوع للجندية، كما رفضته قيادات الحريديم.
في ترتيب الأوراق السياسية اجتماع لافت للإمام السيد علي الخامنئي بوفد قيادي من حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، اعتبره غالانت في لقائه مع بلينكن تحدياً لواشنطن وتل أبيب يستدعي تجاوز نقاط الخلاف والقتال معاً، بدل التناحر.
وفيما لم يترجم قرار مجلس الأمن الدولي على أرض الواقع بوقف إطلاق النار والحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وتوسيع العدوان باتجاه بعلبك، في محاولة إسرائيلية لفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة وإظهار بأن حكومة العدو قادرة على الاستمرار في الحرب وتطمين الداخل الإسرائيلي لا سيما مستوطني الشمال، وفق ما يشير خبراء عسكريون لـ«البناء». ولفت الخبراء الى أن توسيع النطاق الجغرافي للحرب لا يعني أن الاحتلال يذهب الى الحرب الكبرى، بل إن الضربات على مدينة بعلبك لم تستهدف مراكز سكنية بل مناطق مفتوحة لم تخرج عن الحدود المعتادة منذ بداية الحرب. واستبعد الخبراء توسيع رقعة الحرب الى شاملة بين حزب الله وجيش الإحتلال. لكن الخبراء لفتوا الى أن حزب الله كرّس معادلة الجولان مقابل بعلبك، من خلال تكثيف إطلاق الصواريخ الثقيلة على مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية في الجولان.