بايدن بين استراتيجية تبادل الرهائن وصراع المصالح مع “إسرائيل”
كتب Mickey Bergman وهو جندي إسرائيلي سابق والمدير التنفيذي لمنظمة Global Outreach المعنية بقضايا الاميركيين المخطوفين او المحتجزين في الخارج واستعادتهم، كتب مقالة نشرت بمجلة Foreign Policy قال فيها التالي:
يتوجب على بايدن الآن وضع المساعي الهادفة إلى التوصل إلى صفقة تبادل شاملة للرهائن جانباً، والتركيز على استعادة الأميركيين الاربعة المحتجزين في غزة (خطف اربعة اميركيون آخرون بالسابع من اكتوبر لكن تم تأكيد قتلهم).
وعليه (بايدن) ان يقوم بذلك سريعاً قبل ان يقتلوا هم ايضاً نتنيجة سياسات نتنياهو الانانية. تعتبر حماية سلامة مواطنين اميركيين من اهم مسؤوليات اي رئيس اميركي. كما انه واذا ما سعى إلى التوصل إلى صفقة اكثر محدودة، فإن بايدن سيكون قد التزم بتفويضه، لكنه ايضاً قد يحقق اختراقاً ويقرب الاطراف نحو اتفاق اوسع.
سيكون وضع “الرهائن” الإسرائيليين جانباً في الوقت الراهن والعمل على اتفاق أصغر نطاقاً بكثير معقداً، حيث تصنف الولايات المتحدة حماس بالمنظمة الارهابية وتتبع سياسة عدم تقديم تنازلات عندما يتعلق الأمر برهائن أميركيين. يجب ان تكون أية عملية تفاوضية غير مباشرة، لكن المحادثات التي تجري الآن هي اصلاً غير مباشرة بوساطة قطرية ومصرية. عادة ما يكون انشاء قناة التواصل الجزء الأصعب من المفاوضات، وفي هذه الحالة هي موجودة اصلاً.
أما فيما يخص شروط الاتفاق، قد يتساءل البيت الابيض ما الذي يمكن ان يقدمه لحماس في مقابل عودة (الاسرى) الاميركيين. فالولايات المتحدة لا تستطيع ان توقف الحرب، وليس لديها أسير لحماس يمكن ان تطلق سراحه. لن يتمحور مثل هكذا اتفاق حول ما يمكن ان تعرضه الولايات المتحدة على حماس، بل سيتمحور حول المكاسب الاستراتيجية التي قد تحققها حماس من خلال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.
فمن وجهة نظر حماس قد يؤجج الاتفاق التوتر بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبالتالي يخدم مصلحة الجماعة (حماس). كما سيشكف نتنياهو كمعرقل، فجميع الأميركيين الأربعة المحتجزين في غزة هم ايضاً مواطنون إسرائيليون، واطلاق سراحهم سينعكس سلباً على نتنياهو ويؤكد ان بايدن مستعد للعمل من اجل الاسرائيليين اكثر من زعيمهم.
قد يجبر الاتفاق – أو حتى احتمال حقيقي بابرامه—قد يجبر نتنياهو على القبول باطار اتفاق أوسع نطاقاً لتبادل الرهائن. ببساطة فإن وقوف نتنياهو متفرجاً بينما يتخطاه بايدن ويؤمن إطلاق سراح الرهائن قد يكون غير قابل للتحقيق سياسياً، وستكون الضغوط من الشارع الإسرائيلي هائلة.
كان بايدن صديق ل”إسرائيل” طوال حياته السياسية، والتوتر والخلاف العلني يخالف اسلوبه. غير ان الاتفاق المنفصل الذي يستعيد الرهائن الاميركيين لن يؤدي إلى قطع العلاقات مع “إسرائيل”، بل انه سيؤكد مجدداً على أنه لا يمكن ان تكون المصالح الاميركية تابعة لقوة خارجية، حتى وان كانت حليف مقرب.