مسار “سهم الشمال”
حول الجولة الراهنة من المواجهة بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله، كتب المستشرق ليونيد تسوكانوف، في “إزفيستيا”:
لعل تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني من أكبر الضربات في العقدين الأخيرين.
يراقب المجتمع الدولي الأحداث في منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية باستياء مقيّد، كما تراقب واشنطن بقلق ما يحدث في الشرق الأوسط. فالمزيد من التصعيد ليس في مصلحة البيت الأبيض، الذي لم يقرر بعد أي تجاوز للخط الأحمر يجب أن يعد سببًا وجيها لتدخلها المباشر. فإدارة جو بايدن، سعت جاهدة إلى تقليص وجودها العسكري في الشرق قدر الإمكان خلال السنوات الماضية، ولا تريد التورط مرة أخرى في نزاعات المنطقة وتحمل عبء صراع عسكري آخر، ومن المرجح أن تحاول حتى النهاية تجنب المشاركة المباشرة في الصراع، والابتعاد من خلال “استعراض حزمها”.
من الجدير بالذكر أن الصين تخلت فجأة عن خطابها “المتوازن” المميز فيما يتصل بالصراعات في الشرق الأوسط، فلم تكتف بكين بانتقاد عملية “سهام الشمال” ووصفتها بأنها “عدوان دولي”، بل أشارت بوضوح أيضا إلى دعمها للبنان ودول عربية أخرى.
وتتفق روسيا عمومًا مع موقف الصين، مع فارق أن الدبلوماسيين الروس يفضّلون حتى الآن صيغًا أكثر ليونة.
على ما يبدو، لا تخطط بكين ولا موسكو للتدخل كوسطاء في حل الصراع، ما يترك للولايات المتحدة الفرصة لمحاولة استعادة التوازن الإقليمي بشكل مستقل (أو، على الأرجح، القضاء على “خطة بايدن للسلام”، ما يفسح المجال لمبادرات حفظ سلام روسية-صينية).
