تقدير موقف

تقدير موقف: مسار التفاوض… وانجاز التهدئة

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

محمد نادر العمري

كاتب وباحث في العلاقات الدولية

 

رغم مايتم تسريبه على وسائل الإعلام من اجواء ايجابية تعتري وترافق مسار التفاوضات حول انجاز تهدئة طويلة وليس اتفاق وقف إطلاق نار شامل، إلا أن المؤشرات والوقائع مازالت توحي عكس ذلك، وخاصة مع التسريبات الإعلامية الصادرة عن الفصائل الفلسطينية التي بينت عدم توجه أي وفد لمصر للتباحث فيما سمي بالإطار العام للاتفاق الذي يروج له من قبل بعض الدول ووسائل الإعلام، وهذه المسارعة في خلق أجواء إيجابية من هذه الدول تتنوع أهدافها لتحقيق مآرب وفق الآتي:

 

أولاً – الإعلام الإسرائيلي و بإيعاز من حكومة بنيامين نتنياهو تروج لاتفاق محتمل دون إن يتضمن وقف العمليات العسكرية ودون انسحاب قوات جيش الاحتلال من غزة واستعادة الأسرى دون إطلاق كامل المعتقلين الفلسطينيين، أي الترويج لمطالب إسرائيل وشروطها، وذلك لتخفيف وطأة الضغط الداخلي من ناحية ولعدم منح المعارضة أوراق ضغط جديدة من ناحية ثانية، وللحفاظ على بقاء الحكومة اليمينية التي هدد بعض رموزها وفي مقدمتها بن غفير وسموتريتش بالاستقالة في حالة التوصل لاتفاق دون القضاء على الفصائل في قطاع غزة واحتلاله.

 

ثانياً_ الإدارة الأمريكية وتصريحاتها المؤكدة على وجود خروقات في هذه المباحثات، إذ تسعى إدارة الرئيس جو بايدن للترويج لنفسها مجدداً إنها الضامن الوحيد لانجاح مسار التفاوض، وتريد استعادة شعبية الرئيس بايدن مرشح الديمقراطيين بعد تراجع هذه الشعبية لأدنى مستوياتها قبل بدأ الانتخابات الرئاسية العامة، وفي إطار السعي الامريكي للحفاظ على استقرار اوضاع الشرق الأوسط دون انفجارها بشكل دراماتيكي يضر بالمصالح الأمريكية

 

ثالثاً_ الدورين القطري والمصري، يشتركان في تعرضهما لضغوط أميركية للمارسة ضغط على الفصائل الفلسطينية للقبول بشروط التفاوض، ويختلفان في دوافع التمهيد للمسارعة في الإعلان عن بوادر ايجابية للتوصل لهذا الاتفاق، إذ تسعى قطر لإعادة توسيع نفوذها بالمنطقة انطلاقا من البوابة الفلسطينية بينما تخشى مصر من انفلات الأمور بشكل يضر بأمنها الداخلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى