تقدير موقف

وقف العدوان على قطاع غزة مابين التفاوض الحقيقي ومراوغة حكومة الاحتلال

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

كتب حسين مرتضى ..

مع تصاعد الأحداث داخل فلسطين المحتلة يبدو أن عملية التفاوض عبر الوسطاء والتي استمرت لعدة جولات قد اقتربت من الجولة الأخيرة بل ربما نكون أمام الجولة الأخيرة رغم أن الفترة السابقة كانت قد تكون الأقرب لإيجاد الحلول قبل أن تتدحرج كرة الثلج لنكون أمام مشهد أكثر توتراً على صعيد المنطقة.
جولات التفاوض السابقة ارتبطت بمعادلة زيادة الضغط داخل كيان الاحتلال إضافة للضغوط الأمريكية المرتبطة بعدم توسيع دائرة المواجهة على حكومة العدو لنكون أكثر اقتراباً من تطبيق الاتفاق لتبدأ المرحلة المعاكسة من قبل صقور الكيان المحتل من متطرفين ومتشددين ليعود رئيس حكومة العدو إلى النقطة صفر من جولة التفاوض.
كما أنه علينا التأكيد بأن نتنياهو والذي واجه هو وعائلته سابقاً العديد من قضايا الفساد والانتهاكات في المحاكم الإسرائيلية يريد الإستفادة من عامل الوقت لتأمين الحماية السياسية له إضافة لتطبيق مشروعه الخاص القائم على تصفية المقاومة الفلسطينية للتغطية على فشل حكومته الأمني في السابع من أكتوبر.
من جهة أخرى أبدت حركة حماس خلال تلك الفترة مرونة مثل تغيير عبارة “وقف إطلاق النار الكامل” إلى “السلام الدائم” واختصار معادلة “إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل حرية جميع الأسرى الصهاينة” في نص الاتفاق، لكن المفاوضات في كل منها الوقت الذي واجه فيه تعطيل نتنياهو وشروطه الجديدة.
خلال الأشهر السابقة من المفاوضات كان التركيز الرئيسي لفريق حركة حماس التفاوضي هو انسحاب قوات الاحتلال وتحقيق وقف كامل لإطلاق النار للدخول بعملية التفاوض.
وبعد عدة جولات من المفاوضات والضغوط من كل من دولة قطر ومصر، عدل مسؤولو حماس موقفهم ووافقوا على مبادرة الوسطاء أو ما يسمى بخطة “بايدن” (2 تموز/يوليو).
وبالفعل، وافقت حركة حماس على التفاوض قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة مقابل ضمان أطراف الوساطة وقف الأعمال العدائية خلال المفاوضات.
ورغم ذلك لم يوافق كيان الاحتلال على هذه الخطة. والسبب الرئيسي لمعارضة نتنياهو لخطة بايدن هو إصراره على بقاء قوات الاحتلال في محوري “نتساريم” (المحور بين شمال وجنوب قطاع غزة) و”فيلادلفيا” (المحور الحدودي بين قطاع غزة ومصر). وكانت القضية الأساسية في جولتي المفاوضات في الدوحة والقاهرة هي نفس القضية.
كل تلك المعطيات أكدت بأن نتنياهو كان يحاول اللعب على عامل الوقت وتتفيذ اكبر عدد ممكن من المجازر بحق الفلسطينيين وإطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافه الخاصة.
والانتصار الوحيد لنتنياهو في قطاع غزة هو بقاء الجزء العسكري الصهيوني في هذا القطاع والتأكيد على السيطرة الأمنية والعسكرية على محورين مهمين في قطاع غزة باعتباره الإنجاز الوحيد لهذه الفترة من الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى