تقدير موقف

قراءة ميدانية وسياسية لعملية الأربعين .. المقاومة تفرض معادلة ردع إستراتيجي في وجه كيان الاحتلال

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

كتب حسين مرتضى ..

منذ أن أعلن سماحة السيد بأن المقاومة في لبنان سترد على جريمة اغتيال القائد الجهادي السيد محسن كانت حكومة الاحتلال تقوم بعمليات الرصد في ظل ترقب الرد من حيث التوقيت وطبيعة الرد خاصة وأن سماحة الأمين قدم أكثر من خيار في إطار رد المقاومة.
ومع استمرار حالة الإرباك داخل الأروقة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال الصهيوني جاء رد المقاومة وهنا لابد لنا من توضيح عدد من النقاط المرتبطة بالرد الإستراتيجي للمقاومة.
بداية كان اختيار الهدف النوعي وهنا نتحدث عن استهداف مقر الوحدة 8200 المتواجد في عمق كيان الاحتلال الصهيوني فمن حيث المكان الجغرافي فإن مسيرات المقاومة تمكنت من الوصول إلى “تل أبيب” رغم حالة الإستنفار في كيان الاحتلال أما من حيث طبيعة الهدف فإن الوحدة 8200 تعتبر أهم وحدة صهيونية حيث تعمل في مجال الأمن والإستخبارات وتعتبر هذه الوحدة مسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال وآخرها عملية اغتيال القائد فؤاد شكر وبالتالي فإن المقاومة اختارت هدفاً استراتيجياً يرتبط بالعملية التي نفذت في الضاحية الجنوبية.
من ناحية أخرى فإن رد المقاومة حمل رسالة هامة عنوانها بأن المقاومة جاهزة للرد في أي مكان وزمان وبأنها تمتلك القدرة على الرد كما أن لديها الجهوزية للدخول بحرب واسعة علماً بأن كيان العدو ليس لديه القدرة على الدخول في حرب مفتوحة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة.
وهنا علينا التأكيد بأن حديث كيان الاحتلال عن ما أسماه “ضربة استباقية” هي مجرد عملية تضليل للتخفيف من أهمية عملية رد المقاومة فمن الناحية العسكرية لو كانت غارات العدو ضربة استباقية لما تمكنت المقاومة من إطلاق أكثر من ٣٠٠ صاروخ إضافة لإطلاق المسيرات التي وصلت إلى هدفها كما أن منصات إطلاق المسيرات لم تتعرض إلى أي إصابة.
وبعيداً عن الشرح العسكري لعملية الأربعين فإن المقاومة في لبنان حصلت على الدعم الشعبي لعملية الرد فيما كان المستوطنون يصبون جام غصبهم على حكومتهم التي لم تعد قادرة على حماية المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة كما أنها لم تعد قادرة على حماية أي منطقة داخل فلسطين المحتلة خاصة وأن حكومة العدو باتت تطلب المساعدة المباشرة من الإدارة الأمريكية والدول الغربية لحمايتها.
باختصار فإن سماحة السيد قدم في خطابه الأخير معادلة جديدة مفادها امتلاك المقاومة للسلاح النوعي بما فيه الصواريخ الدقيقة إضافة لقدرات المقاومة التكنولوجية وبالتالي فإن المقاومة فرضت معادلة ردع جديدة تمنع العدو الصهيوني من ارتكاب أي حماقة جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى