ترند

بيروت الثانية لم تصوت كما اشتهت السعودية والسنيورة

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

ماكينات انتخابية مختلفة في الدائرة أكّدت أن عائلات بيروتية لم تكن تعير الانتخابات النيابية اهتماماً شاركت في الاستحقاق للمرة الأولى منذ عام 2000، عندما خاض الرئيس رفيق الحريري معركة تثبيت وجوده السياسي في وجه خصومه. في المحصّلة، كانت النتيجة صاعقة لكلّ من يعتقدون أنهم يحفظون بيروت عن ظهر قلب. في العادة، التصويت السني (أكثر من 110 آلاف ناخب) يكون تقليدياً ومحافظاً، والناخب السني أقرب إلى «ناخب زعامة» لا يغريه التغيير كثيراً. في الانتخابات الماضية، مثلاً، لم تنل لوائح المعارضة أكثر من 7 آلاف و500 صوت.التغيّر في المزاج السني أتى، أساساً، بفعل حماسة من هم دون الأربعين عاماً الذين كانت لهم الغلبة في صناديق الاقتراع، إضافة إلى المغتربين الذين صوّت نحو 65% منهم لـ«قوى التغيير».لم تفاجئ بيروت الحريري وحده، بل دار الفتوى أيضاً. خطبُ يوم الجمعة، قبل يومين من الاستحقاق، لم تفعل فعلها. لعبُ بعض الخطباء على وتر الزواج المدني لم يحل دون أن تصبّ أعلى نسبة أصوات تفضيلية في لوائح «التغيير» لمصلحة إبراهيم منيمنة (أكثر من 13 ألف صوت) الذي كان له النصيب الأكبر من حملات رجال الدين… وصولاً إلى التكفير والردّة.لم يكن وقع الصدمة أقل وطأة أيضاً على الرياض. صحيح أن بيروت لم تقاطع الاقتراع، وهو ما أراده السعوديون، لكنّ «بيروت تواجه» التي تحوّلت السفارة السعودية إلى ماكينة انتخابية لها واجهت نهاية مؤلمة. خاضت اللائحة، ومن وراءها فؤاد السنيورة، معركة أحرق فيها الأخير مراكبه مع سعد الحريري، فأعطى وليد جنبلاط مقعداً، وفشل في إيصال مرشح سني واحد إلى البرلمان، وحتى في تحقيق رقم فاقع. سقط خالد قباني بـ«الضربة القاضية، أمام وضاح الصادق، وقالت العاصمة للسنيورة: ««كش ملك». لم يتمكن الرجل من لمّ أهالي بيروت والوصول إلى رقم يليق برئيس حكومة كان طوال 17 عاماً رأس حربة ضد حزب الله وحلفائه، والمرشحون الذين جمّعهم من كلّ المشارب (جو إسلامي، جو مقرّب من الحريري…) لم يتمكّنوا من جمع أكثر من 18 ألف صوت، لا أكثر ولا أقل. أما اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي رفع لواء السنيورة وخاض حربه فمُني بهزيمة وخرج من المعركة هزيلاً جداً مع هزال الأصوات التي نالها مرشحا الاتحاد على اللائحة ماجد دمشقية وبشير عيتاني. دمشقية، المحامي النشيط اجتماعياً، لم يصل إلى عتبة الألف صوت. وعيتاني الذي أعلن آل عيتاني دعمه قبل أيام من يوم الانتخاب لم يكن مرشح إجماع في العائلة، إذ نال 1692 صوتاً فيما نال مرشح «بيروت بدها قلب» (المدعومة من فؤاد مخزومي) عبد اللطيف عيتاني 1532 صوتاً.السنيورة هو من يتحمّل أساساً مسؤولية الانهيار الذي أصاب اللائحة. إلى جانب عدم تقبّل البيارتة له، لم يهزّ «كيسه» رغم تلقيه دعماً خليجياً، وجهر بدعمه لاثنين من المرشحين هما خالد قباني ولينا التنير، فيما كان على بقية أعضاء اللائحة «تسليك» أمورهم بأنفسهم. في وقت كانت الفوضى تسيطر على الماكينة التي لم يعمل مسؤولوها على الاستحصال على تصاريح للمندوبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى