صحف عربية وعالمية

الإنقسام داخل الحزب الجمهوري الاميركي حول السياسة الخارجية وتداعياته على الحرب في أوكرانيا

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

أشارت مجلة Politico إلى ما قاله السيناتور الأميركي عن الحزب الجمهوري J.D. Vance في شهر نيسان أبريل الماضي عقب موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على رزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، مذكرة بان Vance قدم توبيخاً شاملاً لقرار تقديم هذه المساعدات.

ولفتت المجلة إلى ان Vance الذي اصبح يعرف بانه من كبار منتقدي السياسة الاميركية حيال اوكرانيا عارض القرار من اعتبارات عدة، مثل كون الجيش الاميركي يضع على عاتقه مسؤوليات تفوق قدراته، وان اوكرانيا تفتقد إلى القوة البشرية والسلاح المطلوب بغض النظر عن مستوى الدعم الاميركي، وان ادارة بايدن تفتقد إلى خطة واضحة من اجل انهاء الحرب.

الا ان المجلة نبهت إلى ان Vance تحدث ايضاً عن فترة خدمته في العراق كعنصر في قوات المارينز، حيث قال انه اكتشف بانه جرى الكذب عليه عندما ذهب إلى العراق، وان الوعود التي تقدمها مؤسسة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة هي عبارة عن مهزلة بالكامل.

وتابعت المجلة بان كلام Vance عن الحرب في العراق يقدم نافذة إلى ديناميكية لا تحظى بالتقدير المطلوب والتي هي وراء الخلاف داخل الحزب الجمهوري حول الحرب في اوكرانيا والاتجاه الذي تسلكه السياسة الخارجية الاميركية، موضحة بان هذه الديناميكية تتمثل بصعود فصيل معارض للتدخل داخل الحزب والذي يقوده بشكل أساس محاربي قدامى شاركوا في الحربين في العراق وأفغانستان.

ونقلت المجلة عن عدد من الشخصيات البارزة في الجناح المعادي للتدخلات (الخارجية) في الحزب الجمهوري وحلفائهم في واشنطن، نقلت عنهم اعترافهم بان تجربة التواجد على الارض في العراق وافغانستان لعبت دوراً محورياً في رفضهم سياسات الحزب الجمهوري الخارجية المتشددة. كما نقلت عنهم بانه وبعد ما شاهدوا مباشرة الفشل والتداعيات المميتة الناتجة عن الحروب الاميركية، اصبحوا اكثر شكاً في فاعلية القوة العسكرية الاميركية، وكذلك أقل ثقة بالقادة المدنيين والعسكريين، وأكثر توجساً حيال إدخال الولايات المتحدة في نزاعات خارجية قد تكلف المزيد من المال وحتى الارواح الاميركية.

كما أضافت المجلة بان ما يقوله هؤلاء عن خيبة أملها حيال الحروب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تعقد التفسير السائد بشأن عودة المعسكر المعادي للتدخلات إلى الجناح اليميني. واردف انه وخلافاً لما يقال عن ان عودة هذا التيار هي مجرد من نتاج ولاء الحزب الجمهوري لدونالد ترامب، فإن ما يقوله المحافظون انفسهم يفيد بان هذا التحول بدأ قبل صعود ترامب. كذلك تابع بأنه وبناء عليه وخلافاً للتكهنات، فمن المستعبد ان يتفكك المعسكر المعادي للتدخلات الخارجية في الحزب الجمهوري في أي وقت قريب، حتى وإن هزم ترامب بالانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني نوفمبر القادم.

ونبهت المجلة إلى ان الشخصيات التي تنتمي إلى المعسكر المذكور هم في الغالب من الجيل الأصغر سناً وينتمون إلى جناح اقصى اليمين الذي تبني بحماسة اجندة ترامب التي تحمل شعار “أميركا اولاً”. كما أشارت إلى أنه وخلافاً لمحافظين آخرين مصطفين مع ترامب الذين ايدوا تقديم مساعدات اميركية اضافية لاوكرانيا مثل رئيس البرلمان Mike Johnson، فإن التيار المعادي للتدخلات الخارجية احتشد خلف سياسة خارجية تقوم على “ضبط النفس” والتي تستند على فكرة ان الولايات المتحدة يجب ان تضع اولوية على المشاكل الداخلية وان تتدخل في الخارج فقط عندما تقتضي مصالحها الضيقة ذلك.

كذلك أضافت المجلة بانه وبالنسبة للعديد من المنتمين إلى هذا المعسكر الذين هم من المحاربين القدامي، فإن الحرب في أوكرانيا ليست فقط عبارة عن نقاش نظري حول السياسة الخارجية، وإنما اختبار حول ما إذا كان الحزب الجمهوري والقيادة العسكرية في واشنطن عموماً تعلمت الدروس.

كما قالت المجلة إن مقاربة الحزب الجمهوري للسياسة الخارجية أصبحت تنقسم إلى ثلاث معسكرات بعد مرور عامين ونصف العام منذ بدء الحرب في اوكرانيا، موضحة بان المعسكر الاول هو البدائيين الذين لا زالوا يتبعون عقيدة الرئيس الأسبق Ronald Reagan القائمة على ما يسمى “السلام عبر القوة”، بينما الثاني هو معسكر “وضع الأولويات” الذي يرى ان على الولايات المتحدة ان تركز سياستها الخارجية على مواجهة “التهديد” من الصين. أما المعسكر الثالث فقالت إنه يتمثل بمؤيدي سياسة ضبط النفس الذين يشككون بالتدخلات الاميركية في الخارج، بغض النظر عن شكل التدخل.

كذلك تابعت المجلة بان المنتمين إلى معسكر ضبط النفس يرون ان المشكلة الحقيقية في التدخلات العسكرية الاميركية في الخارج لا تعود إلى كون دوافعها خبيثة، بل إلى كونه لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وأضافت المجلة بان المعسكر المعادي للتدخلات الخارجية داخل الحزب الجمهوري لا يصدق ما تقوله ادارة بايدن عن ان استراتيجيتها في اوكرانيا القائمة على تزويد الجيش الاوكراني بالمعدات والمعلومات الاستخباراتية بدلاً من القوة البشرية هي أفضل سبيل لتجنب التورط الاميركي المباشر، حيث يرى هذا المعسكر ان مثل هذه الاستراتيجية تحمل معها خطر تعميق الدور الاميركي في النزاع، حتى لدرجة ان الولايات المتحدة والناتو قد يضطران إلى التصعيد من خلال وضع جنود على الأرض في أوكرانيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى