تقدير موقف

أوهن من بيت العنكبوت

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

د. مازن سليم خضور

وُضِعَت مجموعة من القرود بقفص وفي وسطه سلّم وفي أعلى السلم هناك بعض الموز وعند صعود القرود لأخذ الموز ، كان يُرش العلماء القرود بالماء البارد ، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يصعد لأخذ الموز يقوم القردة الباقين بمنعه و ضربه حتى لا يُرشَون بالماء البارد ومع تكرار التجربة وبالرغم من إغراءات التجربة بحصول القردة على الموز إلا أن الخوف من الرش بالماء البارد الذي يدفع القردة لضرب من يحاول الصعود دفع القردة إلى عدم الصعود لتناول الموز!
وفي أي تجربة للحصول على نتائج اكثر يجب تبديل بعض المتغيرات فتم تبديل أحد القرود الخمسة و وضعوا مكانه قرد جديد الذي بدوره همّ بالمحاولة للحصول على الموز ليلقى نفس المصير _ دون أن يُرش البقية بالمياه الباردة_ وعند تبديل قرد جديد أيضاً لقي نفس المصير حتى أن القرد الوافد قبله قام بمنعه علما أنه لا يعرف السبب!
ومع مرور الأيام تم تبديل المجوعة القديمة من القرود التي لم يُرشوا بالماء البارد و مع ذلك استمرت عملية ضرب أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب !!
هكذا غرست الدول الاستعمارية فينا فكرة مقاومة الكيان اللقيط منذ النشوء !! وهكذا غرست فينا أنه الجيش الذي لايقهر !!
إلا أن هذه المعادلات تغيرت منذ السادس من تشرين الأول عام (١٩٧٣) عندما اجتازت قوات الجيش العربي السوري خط ألون والقوات المصرية خط بارليف بفكرة بسيطة و الإنجازات التي تحققت في حرب تشرين التحريرية بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد الذي قال “لقد خضنا حرب تشرين وبعدها حرب الاستنزاف في الجولان دفاعاً عن قضية فلسطين وعن أرضنا المحتلة، وحاربنا بشرف ورجولة وأبلت قواتنا المسلحة البلاء الحسن، وصمد شعبنا صموداً عظيماً.. لم نتخاذل في الحرب ولا بعد الحرب ولا رضخنا للضغوط الاستسلامية، بل قاومنا وما زلنا نقاوم وسنظل نقاوم حتى نحبط كل انجراف في تيار الاستسلام، محافظين على كرامة أمتنا وكبريائها، مناضلين في سبيل تحرير الأرض العربية واسترداد الحقوق العربية بشرف ورجولة رافضين كل أساليب الاستجداء”.
_أسطورة الجيش الذي لايقهر تحطمت أيضا على يد المقاومة اللبنانية وتحريرها الجنوب اللبناني بدعم من الجمهورية العربية السورية وهذا ما أكده سيد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله في كل مناسبة تحدث فيها عن التحرير حيث قال في كلمة له في عيد المقاومة والتحرير 26-5-2000 “يجب أن يُعترف لهما بالفضل وأن يُنسب النصر إليهما أيضاً. أعني: الجمهورية الإسلامية في إيران، وسوريا الأسد”.
سوريا الأسد التي حمت المقاومة واحتضنتها وحرستها منذ الإنطلاقة الأولى وعلى كل المفاصل الصعبة. من يمكن أن ينسى سوريا سنة 1982 وهي تقاتل على الأرض اللبنانية؟ من يمكن أن ينسى الرئيس الأسد في حرب تموز 1993؟ من يمكن أن ينساه في حرب نيسان 1996؟ من يمكن أن ينساه صلباً صامداً في دمشق وقد احتشد العالم كله في “شرم الشيخ” لإدانه المقاومة ووصفها بالإرهاب وللدفاع عن “إسرائيل”.
_سورية التي مازالت تحارب الإرهاب وداعميه منذ سنوات كثيرة لازالت على موقفها المقاوم وهو ما أكده الرئيس بشار الأسد الذي قال “على الرغم من الحرب التي تتعرض له سورية إلا أنّها لم تُغير من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال، وذلك انطلاقاً من المبادئ والقناعة العميقة للشعب السوري بقضية المقاومة من جانب، وانطلاقاً من المصلحة من جانب آخر، لأن المصلحة تقتضي أن نكون مع المقاومة”.
وبالتالي مهما حاولوا أن يغرسوا فينا فكرة ان الكيان الإسرائيلي هو قوة يصعب هزيمتها وجيشه الجيش الذي لا يقهر ..إلا أنه هناك حقيقة راسخة وجليه والوقائع أثبتتها وهي أنه ( أوهن من بيت العنكبوت).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى