تقدير موقف

“الحزب” و”التيار” جاهزان لرفض أي “أجندة” قد تفرض على البلد

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

حسان الحسن | كاتب ومحلل سياسي 

رغم إنسداد أفق الرئاسة الأولى والحوار في لبنان، بعد عجز الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عن تحقيق أي تقدمٍ في الشأنين المذكورين. كذلك فإن الحال عينه ينسحب أيضًا على المساعي القطرية المستمرة لدى الأفرقاء اللبنانيين، والموازية للمساعي الفرنسية، الرامية إلى تأمين توافقٍ داخليٍ لإنتخاب مرشحٍ “توافقيٍ” لرئاسة الجمهورية في لبنان، لكنها لم تحقق أي نتائجٍ إيجابيةٍ ملموسةٍ حتى الساعة، لإنهاء الفراغ الرئاسي الراهن. وبغض النظر عن نتائج هذين المسعيين، غير أنهما يؤكدان أن لبنان غير متروكٍ لقدره، وأن الأوضاع فيه، هي قيد المتابعة دوليًا وإقليميًا، على إعتبار أن الحضور الفرنسي والقطري على خط الأزمة اللبنانية، جاء بتكليفٍ من “اللقاء الخماسي من أجل لبنان” الذي يضم (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، وقطر)، بحسب رأي مرجعٍ سياسيٍ لبنانيٍ واسع الإطلاع. ويعزو بدوره سبب إستمرار حال المراوحة السياسية في لبنان، “نظرًا لتشباك الملفات في المنطقة، ولأن أولويات القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في لبنان، هي في مكانٍ آخرٍ. ولكن هذا لا يعني أنها تخلت عنه”، على حد قول المرجع. وعلى سبيل المثال، يشير إلى أن “الأولوية لدى السعودية اليوم، هي إعادة ترتيب “البيت العربي”، خصوصًا لناحية تطوير علاقاتها مع سورية بعيدًا من الأضواء، وإحياء التحالف (السعودي- المصري- السوري)، كونه أدى دورًا ناجحًا في الحفاظ على الأمن القومي العربي، قبل إندلاع ما يسمى بـ “الربيع العربي” في أواخر العام “2010، ودائمًا بحسب رأي المرجع عينه. وفي سياقٍ متصلٍ، يعتبر “أن التقارب السوري- السعودي، سيكون له إنعكاسًا إيجابيًا على الملف الرئاسي”، كاشفًا عن معطياتٍ شبه مؤكدةٍ لديه، أن “هذا الملف هو قيد البحث بين الجانبين”. كذلك تتقاطع معلومات المرجع المذكور مع معطياتٍ كشفها نائب لبناني “مستقل” عن إحدى دوائر لبنان الشمالي، مفادها: “أن ملف الرئاسة في لبنان، سيعاد تحريكه بفعاليةٍ وبدعمٍ عربيٍ، في ضوء إعادة تفعيل العلاقات السورية- السعودية، التي ستسهم في إتمام عملية الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، نظرًا لخبرة الدبلوماسية السورية في أوضاع المنطقة عمومًا، ولبنان خصوصًا، ما يخوّلها أن تؤدي دورَا في مجال التقريب في وجهات النظر، تحديدًا بين مكونات محور الممانعة في لبنان والمنطقة مع “المحور العربي”، لما لهما من تأثير في الأوضاع السياسية في لبنان، خصوصًا في الإستحقاق الرئاسي”، يختم النائب “المستقل”.
وفي سياق هذه الأجواء الإيجابية التي تلفح المنطقة، يؤكد ناشط سياسي على خط بيروت- دمشق، أن “العلاقات السورية- التركية لاتزال تسلك مسارها الطبيعي، إلى أن تصل إلى ما كانت عليه قبل منتصف آذار 2011”. ويكشف أن “الجانبين السوري والتركي يعقدان لقاءات على مستوى مسؤولين بارزين، من أجل التفاهم على إتفاقٍ يعيد العلاقات الثنائية بينهما”، يختم الناشط.
وفي سياق الأجواء الإيجابية أيضًا، يلفت المرجع المذكور أعلاه، إلى أن إحدى الجهات الفاعلة في لبنان والمنطقة، كشفت له أن “المحادثات الإيرانية- الأميركية مستمرة بمساعٍ من سلطنة عمان، وإن فرص نجاح هذه المحادثات، ليست معدومةً، رغم ما تشهده المنطقة من تصعيدٍ ميدانيٍ، وفي حال تكللت بالنجاح، بالتالي تم إعادة تفعيل الإتفاق النووي الإيراني، فحتمًا سينعكس هذا الأمر إيجابًا على الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة”، يختم المرجع.
وسط هذه الأجواء، يلفت مصدر قريب من فريق المقاومة، أن “الحليفين التيار الوطني وحزب الله يدركان تمامًا حقيقة الأجواء الإيجابية التي تلفح المنطقة والمذكورة آنفًا، لذا قررا إعادة تزخيم العلاقة بينهما، بالتالي محاولة التوصل إلى رؤيةٍ مشتركةٍ لحل مختلف القضايا العالقة، وفي مقدمها: إعادة بناء الدولة في لبنان، ومفتاحها هو إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وكي لا يفرض على الطرفين، أي أجندةٍ خارجيةٍ جاهزة”، يختم المصدر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى