رأي الصحافة

محاولة اغتيال دونالد ترامب… وتأثيرها على الانتخابات

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

كتب Bruce Hoffman وJacob Ware مقالة نشرت بمجلة Foreign Policy قالا فيها أنه وعلى الرغم من ان الانتخابات الرئاسية الاميركية هي على بعد اقل من اربعة اشهر، الا انه من المرجح ان تؤثر محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب على نتائجها، وذلك في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد وانتشار ظاهرة العنف في الولايات المتحدة.

 

وأضاف الكاتبان بان الحادثة المذكورة هي أحدث حادثة عنف تستهدف مسؤول منتخب او مرشح في الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث أشار إلى ان شخص ادعى بانه من انصار السيناتور Bernie Sanders حاول قتل أعضاء جمهوريين في الكونغرس عام 2017، ما اسفر عن اصابة ستة اشخاص.

 

كما لفت الكاتبان إلى ان مواطن كندي من معسكر اليمين المتطرف اقتحم منزل رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي عام 2022 والحق اصابات بالغة بزوجها، وكذلك إلى حادثة اقتحام مبنى الكونغرس اوائل عام 2021 حيث رددت الحشود وقتها شعارات بشنق نائب الرئيس حينها مايك بنس.

 

وتابع الكاتبان بان النظام السياسي الاميركي لم يشهد مثل هذه الفترة الاضطرابية منذ حقبة الستينيات، عندما جرى اغتيال الرئيس John F. Kennedy وشقيقه والمرشح الرئاسي Robert Kennedy، والناشط الحقوقي Martin Luther King.

 

كذلك اردف الكاتبان بان محاولة اغتيال ترامب تأتي في توقيت حيث تواجه الامة التي تعاني اصلاً من حالة الاستقطاب دوامة تصعيدية من العنف. كما قالا ان الفصائل التابعة للمعسكر اليساري المتشدد تتهيأ لمظاهرات ضخمة خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وذلك بينما يستمر الحراك بتكثيف المظاهرات على خلفية “الحرب بين “إسرائيل” و(حركة) حماس” ووجود “إسرائيل” عموماً.

 

وتابع الكاتبان بان اليمين المتطرف يتابع هذه التطورات بقلق على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه من شبه المؤكد ان يتولوا دور حماة ترامب بعد محاولة اغتياله. كما اردفا بان هذا المعسكر على الأرجح سيحاول ان يتولى بنفسه مهمة حماية ترامب بعد فشل السلطات الفاضح من القيام بذلك.

 

كذلك قال الكاتبان ان المشكلة في هذه اللحظة الحرجة هي ان كلا معسكري التطرف يريان ان هناك جدوى في إشعال الوضع في الولايات المتحدة. كما اضافا بانه وإلى جانب حالة عدم الرضا حيال أي من المرشحين الاثنين للرئاسة، هناك إحساس لدى المعسكرين بان النظام السياسي متصلب وفاسد وغير فعال، ما يؤدي إلى قناعة بان العنف مطلوب من أجل التخلص من هذا النظام. واوضحا بان اتباع استراتيجية “التسارع” هذه يصرون على ان أعمال العنف الصغيرة حتى يمكن ان تشعل اللهيب على نطاق اوسع، ما يزيد بشكل كبير من خطر وقوع هجمات تتابعية. كما نبها من انه لم يسبق وان تشارك معسكري اقصى اليسار واليمين هذه الرؤية.

 

هذا وأضاف الكاتبان بانه وبينما أفاد استطلاع للرأي ان واحد من أصل كل خمس أشخاص يتفقون مع القول بان الأميركيين قد يضطرون إلى اللجوء إلى العنف من اجل اعادة وضع البلاد على السكة الصحيحة، إلا أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت دعوات ترامب وبايدن للوحدة الوطنية يمكن ان تبطل التوجه الخطير الذي يؤثر على الطرفين في الطيف السياسي الأميركي.

 

كما أردف الكاتبان بان السؤال الأهم هو ما إذا كانت المرحلة الراهنة هي بداية لما قد يكون السباق الرئاسي الأكثر عنفاً في تاريخ البلاد. وقالا إنه لم يسبق وان وضع الناخبين امام خيارين لا يحظيان بشعبية لهذه الدرجة، ما يشكل بيئة تمكن من قيام افراد بأخذ زمام الأمور بايديها، وفي ذلك في ظل حالة الإحباط إلى جانب الاضطراب النفسي.

 

كذلك تابع الكاتبان بان المتطرفين في الولايات المتحدة قد يرون في محاولة الاغتيال الفاشلة لترامب ضوء أخضر لتصفية ما سيعتبرونه تهديدات تسلسلية لترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى