فشل أمني رهيب لجيش الاحتلال : الكلب كشف مكان الأسرى الثلاثة … وجنود الاحتلال لم يتعرفوا عليهم!
قوة أي جهاز أمني لا تقتصر على إمتلاك المعلومات، بل بالقدرة على إستثمار وتوظيف هذه المعلومات في الزمان والمكان المناسبين. بهذا المعنى تتوالى الفضائح والإخفاقات لدى الأجهزة الأمنية المعنية بالجبهة الداخلية لدى جيش العدو، وخاصة شعبة الإستخبارات العسكرية “أمان”.
فقد ثبت بالوثائق والمعلومات ان جهاز “أمان” كان قد تلقى معلومات قبل طوفان الأقصى، وخاصة من جهات عربية “صديقة” للكيان، عن وجود نية وتحضيرات لدى قيادة حماس في غزة، للقيام بعمل عسكري واسع يستهدف مستوطنات غلاف غزة، ولكن “أمان” لم يستثمر هذه المعلومات بالوقت المناسب، ووقف عاجزاً عن إيصال هذه المعلومات الى مراكز القرار في كيان العدو، سواء بسبب سوء تقديره لأهمية هذه المعلومات، أو بسبب حالة الترهل والروتين الإداري القاتل الذي يعتري هذا الجهاز مما يفقده قوة السيطرة والتأثير بمواقع القرار.
الفضيحة الكبرى الجديدة التي واجهها جيش الاحتلال وشعبة الإٍستخبارات العسكرية مؤخراً، تمثلت بفشل هذا الجيش من إستثمار معلومات كانت قد توفرت لدى “أمان” عن مكان وجود الأسرى الصهاينة الثلاثة الذين قام جيش الإحتلال نفسه بإعدامهم ميدانياً بسبب حالة الإرباك والضياع التي تعتري هذا الجيش وعدم إستفادته بالوقت المناسب من المعلومات التي كانت متوفرة لدى الجهات المعنية عن مكان وجودهم.
فقد تحدثت صحيفة “معاريف” العبرية في وقت سابق، على أثر مباشرة التحقيقات في ملف قتل الأسرى الثلاثة، عن حجم الفشل في الجيش “الإسرائيلي”، حيث لم تُبلّغ القوات الميدانية أن الشجاعية منطقة قد يكون فيها محتجزين “إسرائيليين” رغم التحذيرات الإستخباراتية. وأوضحت الصحيفة، أن مسؤول المخابرات المختص بتحديد مكان الأسرى، بقيادة اللواء نيتسان ألون، أبلغ قيادة المنطقة الجنوبية، والفرق المعنية، بأن الأسرى الثلاثة، يتواجدون معا على ما يبدو في منطقة الشجاعية، لكنها لم تنقل للميدان.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخبارية، بشأن الأسرى الثلاثة، لم تصل إلى القوات الميدانية في الوقت المناسب، ويقدر المسؤولون الميدانيون، أنه لو كان القادة الصغار في الميدان، على علم بأن الأسرى في منطقتهم، لما تجاهلوا العلامات التي وضعوها في المنزل الذي كانوا فيه، وكانت البلاغات لتصل إلى القادة الكبار. وأشارت الصحيفة، إلى أن “المعلومات الاستخبارية، وصلت إلى مقر نيتسان ألون، قبل يومين فقط من وقوع “الكارثة”، ومن المحتمل جدا أنه لو نقلت المعلومات لكانت الصورة أوضح قبل حدوث ما تم”.
وجديد هذه الفضيحة، ما لفت إليه الجيش الإسرائيلي إلى أن كاميرا “كيه 9” مثبتة على كلب تابع لوحدة “عوكيتس” العاملة في قواته، التقطت تسجيلات للأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلهم جنوده بـ”الخطأ” قبل مقتلهم بخمسة أيام، وفقاً لتقرير نشرته الأربعاء 20 كانون الأول 2023 صحيفة “هآرتز” الإسرائيلية.
وقال الجيش الاسرائيلي، في روايته، إن الكلب دخل أحد المباني التي كان الأسرى مُحتجزين فيها، والتقطت كاميرته تسجيلاً لهم، ثم قتله مقاتلو المقاومة. وتزعم القوات الإسرائيلية أنها قتلت المقاتلين المسؤولين عن احتجاز الأسرى بعد ذلك، إلا أنها لم تفحص تسجيلات الكاميرا إلا بعد مرور أيام من الواقعة.
وفي اللقطات التي عُثر عليها، تُسمع صرخات باللغة العبرية مثل “النجدة”، و”رهائن”، وأسماء الأسرى “ألون ويوتام”، إلا أن الجيش الاسرائيلي يدّعي أن قواته حين سمعت استغاثات الأسرى الإسرائيليين ظنت أن هذه الأصوات خدعة من المقاومين لاستدراجهم، فبادرت بإطلاق النار عليهم حين ظهروا لها.
وكان المبنى الذي احتُجز فيه الأسرى الثلاثة سامر فؤاد الطلالقة، ويوتام حاييم، وألون شامريز يقع على بعد نحو كيلومتر واحد من المكان الذي قُتلوا فيه بعد أيام قليلة، وقد اشتبهت وحدة من الجيش الإسرائيلي في وجود مقاتلين للمقاومة في المبنى القريب وأرسلت كلباً لتفتيشه، إلا أنه قُتل بالرصاص.
وتشير لقطات الكاميرا التي يزعم الجيش الاسرائيلي أنه وصل إليها قبل يومين، إلى أن الأسرى الإسرائيليين لم يكونوا يعلمون بأن الكلب يحمل كاميرا، وقد سجَّلت الكاميرا أصواتهم، لكنهم لم يظهروا في التسجيل.
وقال آفي شامريز، والد الأسير المقتول ألون، في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، إن الجيش أخبره أنهم لم يحصلوا على التسجيل إلا بعد إطلاق النار على ابنه، لكن آفي أكد أن الجيش لديه لقطات فيديو للحادث نفسه ولم ينشرها.