التفاهم السعودي-الايراني وتأثيره على لبنان والمنطقة
الكاتب والباحث السياسي اللبناني علي حمية في حديث لمركز سونار الإعلامي: إن هذا الاتفاق هو انعكاس لمجريات الأحداث منذ العام 2020 وبالتزامن مع المباحثات النووية الإيرانية الأمريكية، وعليه ستؤثر هذه المجريات على كامل المنطقة وسياسة المنطقة ومنها لبنان. وستظهر انعكاسات هذا الاتفاق قريبا من خلال حلف المقاومة امتدادا الى بغداد، سوريا، لبنان وفلسطين ووصولا الى اليمن. وهذا بعد أن تزعمت المملكة العربية السعودية ملف التطبيع. وبالتالي هذه الانعكاسات تريح المنطقة. إلا أن السؤال الأهم اليوم هو: هل هذا التفاهم سيستمر إلى أكثر من شهرين؟ أم أنه فقط لمدة وجيزة لتمرير بعض الأمور؟
بما يخص لبنان
أعرب الكاتب والباحث السياسي اللبناني علي حمية أن” هذا الاتفاق سيريح لبنان لكي يقتنص الفرصة الذهبية من أجل إحداث متغير، وبالتالي لربما نذهب إلى أبعد مدى في اختيار رئيس للجمهورية والذي هو الأكثر حظا حاليا وهو معالي الوزير سليمان فرنجية. إلا أنه لا يمكن أن يكون رئيسا إلا بموافقة الأطراف المسيحية الكبرى والتي هي متمثلة في القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر. وهناك مبادرة قريبة من التيار الوطني عبر الوزير جبران باسيل لجعل النصاب يكتمل لانتخاب رئيس للجمهورية. وعليه، كل ذلك هو انعكاس إيجابي جراء التفاهم السعودي الإيراني”.
وأضاف:” أعلن دولة الرئيس نبيه بري وسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله في وقت سابق بأنهم لا يملكون عددة مخططات وبالتالي تم ترشيح سليمان فرنجية. وعليه، الثنائي الشيعي جدي بهذا الموضوع ولن يتم التراجع عنه إلا لحدث قاهر”.
وقال حمية :” إن زيارة الرئيس نبيه بري الى المملكة العربية السعودية مرتقبة ويعتبر بري ميزان الدبلوماسية اللبنانية وبالتالي عندما تقرر السعودية الدخول الى لبنان وتتفاهم مع حزب الله، ستدخل عن طريق الرئيس بري. وإن هذه الزيارة ستكون ضرورية جدا بالنسبة للبنان وبالنسبة للبنانيين في دول الخليج وبالنسبة للتقارب الإيراني السعودي. في حين، ستظهر نتائج هذا الانعكاس اذا سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الاتفاق بالاستمراري”.
وتابع:” إن رياض سلامة ما هو إلا آداة إلهاء، وهناك غموض حول حصانة رياض سلامة والغطاء السياسي له. ولربما كان رياض سلامة قام بما يستطيع أن يقوم به”.
وأكد حمية قائلا:” سبق وكان هناك اتفاقيات بين السعودية والجمهورية الاسلامية ولكن تم الإخلال بها عدة مرات وفي عدة ظروف وكان هناك قطيعة. إلا أن الاتفاق السعودي يتزامن مع التحرك الأمريكي تجاه الملف النووي الإيراني، السعوديون متعلقون بالأمريكيين والأمريكيون متعلقون بالسعوديين في سياسة الشرق الأوسط. هذا متعلق بالدولار وذاك متعلق بالنفط لا يمكن الفصل بينهما”.
واعتبر الكاتب والباحث علي حمية أن الحرب الباردة حاليا هي بين قوتين، “قوة عسكرية تتمثل في إيران وقوة اقتصادية مالية تتمثل في المملكة العربية السعودية. هذان الشهران هما اختبار حتى نرى ترسيخ لسياسة الحرب الباردة بين حلف المقاومة وحلف التطبيع”.