خطاب بوتين: روسيا لن تنهزم
الباحث المتخصص بالشأن الروسي الأستاذ سمير أيوب في حديث لمكز سونار الإعلامي:” خطاب الرئيس بوتين لم يكن خطابا تصعيديا بل كان خطابا سند به الأوضاع بشكل واقعي بعيدا عن أي استفزاز. يؤكد خطاب الرئيس بوتين على إستمرار العملية الروسية حتى تحقيق أهدافها. في حين، شدد الرئيس بوتين على أن روسيا تحارب الإرهاب في أوكرانيا، وهناك دول تدعم الإرهاب وهنا نشير إلى الدول الغربية التي تساعد في تمديد الجيش الأوكراني. وأضاف بوتين أن هذه الحرب هي حرب محدودة وليست حرب شامله كما يظهرها الغرب.
إن تغيير إستراتيجية العملية يمكن أن يحولها من عملية عسكرية خاصة إلى عملية ضد الإرهاب وهذا أيضا يمكن أن يؤدي إلى توسيع العملية. لذلك، كلما ساعد الغرب وطور من إمداداته بشكل نوعي وكمي بالإمدادات العسكريه للجيش الأوكراني، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كامل على الجبهة ولن تكن أوكرانيا فقط في الساحة، إنما يمكن أن تمتد إلى دول أخرى.
إن كل ما قامت به روسيا من بداية الحرب حتى يومنا هذا هو فقط رد فعل على أفعال الناتو وعلى أفعال الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، إن كل ما قامت به روسيا من عمليات هو لحماية الدوبناس وشبه جزيرة القرم من توسع حلف الناتو. إن الرئيس بوتين وجه رساله تهديد إلى الغرب بشكل عام وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص وهذا بعد انسحابها من معاهدة ستارت 3 وإن الرسالة مفادها أن إذا استمر هذا التصعيد واستمرت هذه الضغوطات على روسيا سيؤدي ذلك إلى توسيع الصراع وإستخدام أسلحة غير تقليدية في الوقت الذي تشعر به روسيا بأن أمنها ووحدتها وسكانها يتعرضون للخطر .
روسيا لا تتعرض فقط لحملات وهجمات عسكرية عبر الصراع المباشر مع حلف الناتو على أراضي أوكرانيا وحتى إن كان بصورة غير معلنة رسميا. إنما هناك حرب اقتصادية، حرب مالية، حرب ثقافية وحرب في القيم ضد روسيا. أي محاولة القضاء على كل ما يمد روسيا بصلة وحتى إن كان في جوارها أي من الجمهوريات السوفيتية السابقة أو حتى على صعيد العالم. كل ذلك هدفه إبقاء العالم تحت هيمنة وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تريد أن تسلم بأن الأوضاع في العالم تغيرت وتبدلت.
إن روسيا ليست لوحدها، بجوارها الصين والجمهورية الإسلامية والهند بالإضافة إلى باكستان والعديد من الدول اللاتينية ودول العالم الثالث وبعض الدول الأفريقية.
إن الحرب متعلقة بموقف حلف الناتو من روسيا ويمكن أن تتوقف عند الأخذ بالهواجس الروسية أو يمكن أن تتوسع بطريقة لا يمكن تخيلها وتخيل نهايتها وبالأخص اذا دخل الحرب دول كبرى ودول نووية.
إن استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية لروسيا والتحريض لضرب الأراضي الروسية ودعم أوكرانيا دفعت بالرئيس بوتين الخروج من معاهدة ستارت. لذلك، لا يمكن لروسيا أن تقوم بتنفيذ بنود هذه الإتفاقية من طرف واحد والولايات المتحدة الأمريكية لا تنفذ هذه البنود وتقوم بخرقها.
لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تخرج من هذه المعاهدة لأنها تضمن الأمن الأمريكي وتضمن عدم قيام روسيا بأي ما يخل بهذه القاعدة أو بهذه المعاهدة أو يؤثر على الأمن القومي الأمريكي بينما الولايات المتحدة الأمريكية تلغي إتفاقيات وتخرج منها من طرف واحد وهذه الاتفاقية هي تعتبر مسألة حيوية بالنسبة لروسيا.
لايزال حلف الناتو مستمر في توسعه ولكن روسيا لن تحتفظ بحق الرد، إنما ستواجه هذا التوسع بكل ما لديها من قوة عسكرية. إن خطاب الرئيس بوتين يشير إلى مسألة الردع النووي والعقيدة النووية الروسية، وقال أنها جاهزة بنسبة 91% لتحذير الأمريكيين. وهذا يعني أن روسيا في كل المجالات مستعدة للمواجهة وفي نفس الوقت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات ليكن الحل مقبول من قبل الجميع ويضمن أمن ومصالح الجميع أو أن الأمور يمكن أن تتصاعد أكثر فأكثر ونحن على أبواب حرب عالمية ثالثة لأن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية بدأت بحروب منفصلة، وبسيطرة بعض الدول على دول أخرى واقتلاعها و التدخل في الشؤون الداخلية. والآن نحن نرى ونعيش نفس المرحلة ونفس الحالة.
هناك أمور خطيرة تحدث في العالم ولكن أخطرها الآن ما يجري في أوكرانيا لأنه يعتبر صراع مباشر بين أكبر دولتين نوويتين. إما الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو نحن الآن قادمون إلى حروب منفصله يمكن أن تصبح عالمية وهنا نشير إلى الصراع الصيني-التايواني مع الولايات المتحدة الأمريكية”.