حرب “الناتو” ضد روسيا في عامها الثاني
على البلاد والنازيين الجدد الراسخين داخل الجيش. ومن دون الضخ الهائل للأموال والأسلحة، لن يتمكّن النظام من البقاء لمدة أسبوع واحد.تعكس الدعوات المستمرة لشحن أسلحة أكثر تقدماً المخاوف المتزايدة من أن الهجوم الروسي المتوقع سيؤدي إلى انهيار واسع النطاق للجيش والنظام الأوكراني. إن الحالة التي تواجهها أوكرانيا ليست حالة يمكن حلها بالدبابات والطائرات فحسب. إن نشر قوات الناتو أمر ضروري. كان الهدف من زيارة بايدن هو التغلّب على الانقسامات داخل الناتو وإعداد الرأي العام لهذه الخطوة التالية.وكما هو الحال دائماً، فإن أفعال الإمبريالية مبرّرة بالأكاذيب والنفاق. وفي خطابه في وارسو،أعلن بايدن أن “حرية الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم على المحك” في هذا الصراع”. ألقى هذا الخطاب أمام اجتماع لأعضاء أوروبا الشرقية في الناتو، والتي تهيمن عليها جميعاً الحكومات اليمينية والاستبدادية.حقيقة أن النظام الأوكراني وقواته العسكرية مشبعة بالفاشيين الجدد أمر لا جدال فيه. تتم إعادة كتابة تاريخ أوكرانيا على أساس سرد يروّج فيه للفاشي ستيبان بانديرا كبطل قومي تاريخي، مع أنه كان حليفاً للرايخ النازي وقاد منظمة مجرمة وسيئة السمعة.يسيطر “حزب القانون والعدالة” اليميني المتطرف على حكومة بولندا، التي دعت بايدن إلى إلقاء خطابه في وارسو التي تؤدي دور رأس جسر للعدوان الأميركي على روسيا. في مقابلة مع صحيفة “هآرتس” هذا الأسبوع، أشار الرئيس البولندي السابق ليش فاليسا، إلى أن حالة الديمقراطية في بولندا متدهورة للغاية وتتطلب “ثورة في الشوارع باستخدام القوة فلقد ذهب الحزب بعيداً في تدمير الديمقراطية والحرية في بولندا”.وكانت “وول ستريت جورنال”، صحيفة الأوليغارشية المالية الأميركية، قد كشفت في افتتاحية هذا الأسبوع عن “خيارات أميركا في أوكرانيا”، وذكرت بأن “أسرع طريق للسلام هو هزيمة السيد بوتين”. وخوفاً من غياب الدعم الشعبي للحرب، تنصح الصحيفة إدارة بايدن “بالتحدث بشكل مباشر أكثر إلى الأميركيين الذين يشكّكون بشكل متزايد في المخاطر في أوكرانيا”.في الواقع ليست هذه الصحيفة وحدها من يروّج للحرب ضد روسيا، فكل وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تلتزم الدعائية المسطحة وتصف الحرب بغير المبرّرة التي أطلقها “الشرير” فلاديمير بوتين من دون سبب، فهذه الحرب بالنسة إليهم على عكس كل حروب التاريخ خالية من أي سببيّة.في الواقع، الصراع مع روسيا هو استمرار لسلسلة لا تنتهي من الحروب والتدخلات التي شنتها الإمبريالية الأميركية منذ تفكّك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وهي بذلك تواجه التراجع الطويل في موقعها في الاقتصاد العالمي، بما في ذلك تواجه الولايات المتحدة تهديدات متزايدة بشأن وضع الدولار كعملة احتياط دولية، تترافق مع أزمات داخلية حادة، فترى في قوتها العسكرية وسيلة للحفاظ على موقعها المهيمن.الإمبريالية الأميركية والأوروبية، لا ترى أنه يوجد حل مقبول للصراع باستثناء الهزيمة العسكرية لروسيا. لكن، بعيداً عن روسيا، تعد الإمبريالية الأميركية بالفعل للصراع مع الصين، والذي يتوقّع الجنرالات الأميركيون أن يندلع خلال السنوات الثلاث المقبلة.