“يديعوت احرونوت” : إغتيال العاروري “لعبة مُقامرة” … والوصول الى نصر الله ممكن.
مركز سونار الإعلامي | sonarlb
تطرقت صحيفة “يديعوت احرونوت” الى تداعيات وابعاد قيام حكومة العدو بإغتيال القيادي البارز في حركة حماس الشيخ صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية، واعتبرت ذلك بمثابة “لعبة قمار” تمارسها حكومة نتنياهو، واعتبرت الصحيفة ان هذه العملية لن تغير في مواقف زعيم حماس في غزة يحيى السنوار خاصة فيما يتعلق بموقفه من قضية الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس.
في البداية تحدثت الصحيفة في تقريرها عن تاريخ الإغتيالات التي مارستها “إسرائيل” ضد قادة المقاومة، ومنها قيامها بإغتيال الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي عام 1992، وأضافت الصحيفة أن (السيد) حسن نصر الله الذي حلّ مكان الموسوي كان “أكثر موهبة وأشدُّ خطراً”.
وأضافت، لقد حصل العاروري أمس على مكانه في قائمة الشخصيات المراد إقصاؤها، مع إفتراض أن العاروري لم يكن متورطاً شخصياً في تنفيذ هجوم السابع من اكتوبر، فإن موجة إرهاب حركة حماس في الضفة الغربية مُرتبطة باسمه. لقد كان العاروري عدواً قاسياً ومميتاً، ويرتدي قبعتين، الأولى سياسية والثانية عسكرية.
وتابعت الصحيفة: من المفترض أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت مبتهجة الليلة الماضية بعد اغتيال العاروري. نحن نفهم هذه الفرحة تماماً. هذه العملية أعادت تثبيت العديد من القواعد:
أولاً: ليس هناك ما هو أكثر إنسانية وطبيعية من الرغبة في الانتقام من المسؤول عن قتل العشرات، وربما المئات، من الإسرائيليين؛
ثانياً، أكدت عملية الاغتيال لقادة حماس أن إعلانات المسؤولين الإسرائيليين عن تجديد الاغتيالات خطيرة وممكنة.
ثالثاً، حسن نصرالله يدرك أن إسرائيل وحتى بعد ضربة 7 تشرين الأول، تعلم كيف تدخل إلى بيته في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ماذا بعد؟
وتساءلت الصحيفة: “الآن ما الذي يمكن أن تفعله خطوة إغتيال العاروري بإسرائيل؟ وجاء جواب الصحيفة على هذا السؤال، بأن من قرّر تصفية العاروري توقع أن تكون هناك ردّة فعل عنيفة سواء من حماس أو من حزب الله. وان من بين كل ردود الفعل المحتملة لحماس، فإن الأكثر إثارة للقلق هو ما يتعلق بالمختطفين. وأضافت الصحيفة، “لا نعتقد أن أحداً من أصحاب القرار في إسرائيل يعتقد أن التصفية ستخفف من مواقف قائد حماس في غزة يحيى السنوار وتدفع نحو صفقة أخرى. هذه قصص نرويها لأنفسنا، والأرجح أن يؤدي الاغتيال إلى تأخير، وربما إلى نسف، استمرار المفاوضات”.
ورأت الصحيفة، أنه ممكن أن تحاول “حماس” الإنتقام من خلال تنفيذ هجماتٍ في الضفة الغربية والقدس وإطلاق صواريخ من المناطق الخاضعة لسيطرتها في غزة، وتابعت: “ليس هناك جديد في هذا الأمر. السنوار أعرب عن أمله في أن تؤدي أحداث 7 تشرين الأول إلى جرّ إسرائيل إلى حربٍ على 3 جبهات.. الأمرُ هذا لم يحدث، لكن مقتل العاروري قد يُعيد إحياء الآمال بذلك”.
وماذا عن موقف حزب الله؟ ، تقول الصحيفة: “عاجلاً أم آجلاً، سوف يرد حزب الله أيضاً. مساحة الرد لديه أكبر من مساحة الرد لدى حماس. من الممكن أن يخالف الحزب قواعد اللعبة المتفق عليها حالياً في تبادل إطلاق النار في الشمال ويخاطر بحرب شاملة؛ يمكنه مهاجمة السياح الإسرائيليين أو المراكز اليهودية في الخارج؛ ويمكنه السماح للعناصر الإرهابية الفلسطينية في لبنان بالانتقام على الحدود”.
وختمت أحرونوت: “هناك شيء واحد مؤكد: وفاة العاروري ومساعديه سيضر على المدى القصير بنشاطات فرع حماس في بيروت، لكنه لن يغير الواقع. حماس منظمة إرهابية أكبر من أي من شهدائها المحتملين، بما في ذلك السنوار”.