“يديعوت أحرونوت”: للانقلاب القضائي هدف إضافي هو “الأبرتهايد”
تناول الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الانقسامات الداخلية في “إسرائيل”، والانقلاب القضائي في داخلها، التي يمكن أن تغير وجه “إسرائيل”، وفق مسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن اقتراب أعمال العنف، والحرب الأهلية، بعد الهجوم الذي شنته المحكمة الإسرائيلية العليا على خطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتعديل عمل القضاء. وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:من المهم أن يفهم الجمهور ويستوعب أنّ الانقلاب القضائي، عدا عن أهدافه المعلنة، يهدف بطريقة خفية إلى وضع أساسٍ قانوني يخدم عملياتٍ سياسية، يمكن أن تغيّر وجه “إسرائيل”، وطريقة حياتنا بصورة غير قابلة للعكس.خطوة واحدة تهدف إلى ضمٍ جارف لكل الأرض بين الأردن والبحر، من دون منح جنسية للفلسطينيين في يهودا والسامرة في الضفة. المخطط المفصّل للعملية موجود في “خطة الحسم”، وهي وثيقة أعدّها قبل خمس سنوات – بوضوحٍ ومنطقٍ مخيفين – عضو الكنيست حينها، وزير الأمن بتسلئيل سموتريتش. العملية الأخرى هي إدامة، من خلال قوانين أساس، تقسيم مواطني “إسرائيل” إلى ثلاث قطاعات فقط واحدٌ منها، العلماني – التقليدي (بمن فيه دروز وأقليات أخرى)، يتحمّل عبء الأمن، شريك كامل في قوة العمل، يحرّك النمو الاقتصادي ويدفع ضرائب. القطاعان الآخران، العربي والحريدي، لا يتحملان بتاتاً عبء الأمن، وليسا شريكين كاملين في قوة العمل وفي دفع ضرائب لخزينة الدولة والسلطات المحلية، بل يجذبان إليهما أساس ميزانية الرفاه (الشؤون الاجتماعية)، ومليارات إضافية من خزينة الدولة في قنواتٍ مختلفة. العملية يقودها رئيس لجنة المال في الكنيست، عضو الكنيست، موشِه غافني من “يهدوت هاتورا”.
أخلاقيتين ومبررتين إذا حققتا النتيجة المرجوة. وهو لا ينسب أهمية زائدة لاعتبارات من قبيل ما إذا سيكون بإمكاننا النظر إلى أنفسنا في المرآة، أو كيف سيرد العالم. لكي نفهم ما يجري في هذه الأيام في وزارتي الأمن والمالية، يجب قراءة المرحلة الأولى من خطة سموترتيش، وعنوانها: “الحسم الاستيطاني”. في هذه المرحلة ينوي وزير المالية والوزير في وزارة الأمن إغراق، ببساطة وحرفياً، مناطق يهودا والسامرة، بمستوطنات ومستوطنين يهود. عندما يحدث هذا، من المفترض أن يفهم الفلسطينيون ألا فرصة لديهم بالحصول على دولتهم، وسيكون عليهم أن يختاروا أحد الخيارات الثلاثة – حياة قمع في ظل سلطة إسرائيلية، الهجرة، أو الموت شهداء. هذا هو السبب في أنّ سموتريتش طلب وحصل في المفاوضات الائتلافية على مجال الاستيطان والحياة المدنية في وزارة الأمن، وهذا هو السبب في الصراع المتعنت الذي يخوضه ضد وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ما داما يُخليان نقطة استيطان يهودية غير قانونية، أو على العكس، لا يُخليان البدو الذين استوطنوا خان الأحمر.هذه الصراعات، من وجهة نظر سموتريتش، ليست مجرد قضية “أنا” وكباش سياسي. إنه مصمم على تنفيذ “خطة الحسم”، لأجل السماء ودولة “إسرائيل”، ولن يسمح لغالانت، وحتى ليس لنتنياهو، بالوقوف في طريقه. الانقلاب القضائي يهدف أيضاً إلى إزالة المحكمة العليا، التي يمكن ان تشكّل عائقاً مهماً، من طريقه.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز سونار الاعلامي وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً