“بوليتيكو”: كيف استخدمت قطر صفقة سرية لربط نفسها بالبرلمان الأوروبي؟
حصلت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، على “اتفاق تعاون” بين لجنة فرعية برلمانية ومنظمة قطرية. ومع ذلك، من الناحية الرسمية، فإنّ الصفقة غير موجودة.وأفادت الصحيفة بأنّه في شباط/فبراير 2020، كانت إيفا كايلي، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، على خشبة المسرح في فندق “ريتز كارلتون” من فئة الخمس نجوم في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أدارت مناقشة بشأن عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي والديمقراطية.وقالت كايلي حينها: “نرى دائماً جهوداً للتدخل السياسي بين الدول الأعضاء، حتى في أوروبا”، مستديرةً إلى زميلها في اللجنة، وتساءلت: “كيف تشعرون في هذا البلد وماذا عن دوره في استقرار المنطقة بأسرها؟”. ليأتي رد الإشادة كما أجاب مفوض الاتحاد الأوروبي السابق ديميتريس أفراموبولوس، بالقول: “لقد أحرزت الدولة التي تستضيفنا اليوم تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية”.وأشارت الصحيفة إلى أنّه كان من الممكن أن يمر هذا المقتطف من محادثة من مؤتمر استمر يومين، من دون أن يلاحظه أحد في ذلك الوقت.لكن اليوم بات يُسمع ثناء مليء بالسخرية، فيما تقبع كايلي في السجن، بعد أن اجتاحتها فضيحة فساد “عالية الأوكتان”، كما اجتاحت مؤسسة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث تتهم قطر – وكذلك المغرب – بدفع أموال لمشرعي الاتحاد، من أجل التأثير على عمل البرلمان.ولم يأت المؤتمر من فراغ، إذ كانت بذوره قد زُرعت قبل حوالى عامين، عندما وقّع عضو البرلمان آنذاك بيير أنطونيو بانزيري، الزعيم المزعوم لمؤامرة الفساد، اتفاق تعاون شبه رسمي مع منظمة مرتبطة بالحكومة القطرية، وفق “بوليتيكو”.وحصلت الصحيفة الأميركية الآن على الوثيقة، بعد الإبلاغ لأول مرة عن وجودها الشهر الماضي.وربط الاتفاق، الذي وقعه بانزيري كرئيس للجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان، هيئة الاتحاد الأوروبي بلجنة حقوق الإنسان في قطر. وتعهد “بتعاون أوثق” بين الجانبين، مشيراً إلى “المشاريع” السنوية، وتبادل “التجارب والخبرات”، بما في ذلك المؤتمرات ورحلات المشرعين إلى الدوحة، حيث تغطي قطر رحلات درجة رجال الأعمال والإقامات الفندقية الفاخرة.والجدير بالذكر أن الاتفاق غير موجود رسمياً، وفقاً للبرلمان. ولم يتم تمرير المذكرة إلى المشرعين للمراجعة – على الرغم من قول بانزيري إنّها ستفعل ذلك – لكنها لم تمر عبر أي قنوات رسمية للموافقة. كذلك، قال مسؤول في الخدمات الصحافية للبرلمان، لـ “بوليتيكو” إنّ “البرلمان الأوروبي ليس لديه معرفة رسمية بالوثيقة التي تشير إليها”.ومع ذلك، فإن الوثيقة موجودة، وتوضح كيف تمكّنت دولة أجنبية من إقامة روابط جوهرية مع مشرعي الاتحاد الأوروبي، ولجنة البرلمان الأوروبي من دون إطلاق أجراس إنذار رسمية في المؤسسة.وتصرّ قطر باستمرار على أنها ترفض أي مزاعم بتدخل غير مبرر في عمل الاتحاد الأوروبي.