الاستخبارات الأميركية: الصين ترسل مناطيد تجسس على مواقع عسكرية في كل العالم
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن وكالات الاستخبارات الأميركية قد زعمت في تقييماتها أن برنامج منطاد التجسس الصيني هو جزء من جهد مراقبة عالمي مصمم لجمع معلومات عن القدرات العسكرية لدول في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقاً لثلاثة مسؤولين أميركيين.ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن رحلات المنطاد هي جزء من جهود الصين لصقل قدرتها على جمع البيانات حول القواعد العسكرية الأميركية – التي تهتم بها أكثر من غيرها – وكذلك تلك الخاصة بالدول الأخرى في حالة نشوب صراع أو تصاعد التوترات. وقال مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع إن برنامج المنطاد يعمل في مواقع متعددة في الصين.وفي مؤتمر صحافي الأربعاء، قال المتحدث باسم البنتاغون البريغادير جنرال باتريك س. رايدر، إنه خلال السنوات العديدة الماضية تم رصد منطادات صينية تعمل فوق أميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأوروبا.وأضاف رايدر: “هذا ما نقيّمه كجزء من برنامج منطاد المراقبة الصيني الأكبر”.قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين، في مؤتمر صحافي آخر في واشنطن، إن وزارة الخارجية الأميركية قد شاركت معلومات حول برنامج منطاد التجسس الصيني مع عشرات الدول، في اجتماعات في واشنطن وعبر سفارات الولايات المتحدة في الخارج.وأضاف: “نقوم بذلك لأن الولايات المتحدة لم تكن الهدف الوحيد لهذا البرنامج الأوسع الذي ينتهك سيادة الدول عبر القارات الخمس”.يقول المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور الحساسة، إن المناطيد لها بعض المزايا مقارنة بالأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في أنماط منتظمة. إنها تطير بالقرب من الأرض وتنجرف مع أنماط الرياح، التي لا يمكن للجيوش ووكالات الاستخبارات توقعها على غرار المدارات الثابتة للأقمار الصناعية، ويمكنها التهرب من الرادار. كما يمكنها التحليق فوق مناطق بينما تكون الأقمار الصناعية بشكل عام في حركة مستمرة. ويمكن أن تنتج الكاميرات البسيطة المثبتة على المنطاد صوراً أوضح من تلك الموجودة على الأقمار الصناعية المدارية، ويمكن لمعدات المراقبة الأخرى التقاط الإشارات التي لا تصل إلى ارتفاع الأقمار الصناعية.وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الثلاثاء الماضي تفاصيل حول برنامج المراقبة، بما في ذلك أنه كان يعمل جزئياً خارج الجزيرة الرئيسية في مقاطعة هاينان قبالة الساحل الجنوبي للصين.وكان الدافع وراء التحديث العسكري الصيني هو الاقتناع بأن “جيش التحرير الشعبي الصيني” كان عليه اللحاق بالخصوم المتقدمين مثل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تطوير أسلحة واستراتيجيات يمكن أن تمنحه ميزة مفاجئة. وأصبحت المناطيد جزءاً صغيراً ولكنه نشط من تلك الاستراتيجية.وأشارت الصحيفة إلى أن الجامعة الوطنية الصينية لتكنولوجيا الدفاع تضم فريقاً من الباحثين الذين يدرسون التطورات في البالونات. وفي وقت مبكر من عام 2020، نشرت صحيفة People’s Liberation Army Daily، الصحيفة الرئيسية للجيش الصيني، مقالاً يصف كيف أصبح الفضاء القريب “ساحة معركة جديدة في الحروب الحديثة”. في السنوات الأخيرة، كانت الصحيفة تخبر القراء الضباط بصورة مفرطة أحياناً أن يأخذوا المناطيد على محمل الجد.