آخر أركان الحرب السورية
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في صحيفة”فوينيه أوبزرينيه” الروسية، عن التحولات الجارية في الشرق الأوسط.
في اجتماع مجلس الأمن الدولي، في 25 أبريل، بدأ سيرغي لافروف خطابه، في الجزء من جدول الأعمال المخصص لقضايا الشرق الأوسط، بعبارة مثيرة للاهتمام: “يمر الشرق الأوسط بتحول عالمي، يدور بصيغ شديدة التناقض”.
العقدة السورية مهمة ليس فقط كصراع إقليمي طال أمده، على الرغم من صعوبة تسميته صراعًا. ففي هذه المواجهة شاركت أكثر من سبعين دولة، عسكريًا، بطريقة أو بأخرى، ولم تقتصر على بعدها الإقليمي، بل كشفت عن تناقضات منهجية ذات طبيعة أكبر بكثير. وفقًا لذلك، يعد إنهاؤها أيضًا علامة على تغييرات واسعة النطاق، ووفقًا لتركيبة الأطراف، التي ستتشكل في نهاية المطاف، يمكن استخلاص استنتاجات حول الاتجاهات المستقبلية.
تتطلب التحولات في الشرق الأوسط وناقلها، الآن، أقصى درجة من التغييرات غير الدموية، ومن بين جميع النقاط الإشكالية، فإن العامل الرئيس هو عامل هيئة تحرير الشام في إدلب والسيطرة على المناطق النفطية. أما الأشياء الأخرى كلها فمترابطة بسلسلة: الوجود الأمريكي و”فدرلة شمال سوريا” المسمى بـ “الكردي”. ومن دون تضامن الأنظمة الملكية العربية يستحيل ذلك، لكن هذا التضامن بات قابلا للتحقيق عمليًا.
لذلك، لا يجدر الاعتماد على حقيقة أن المنطقة (حتى إدلب) يمكن أن تغرق مرة أخرى في مرحلة نشطة واسعة النطاق من المواجهة المسلحة، ولكن يمكن للأمريكيين أن يُعقّدوا العملية برمتها، وسيعملون على ذلك، سواء بمساعدة وسائل الإعلام الخاصة بهم أو إطلاق المسلحين السابقين من أماكن احتجاز داعش. لكن هذه ليست مشاكل منهجية، رغم أنها بعيدة كل البعد عن أن تعجب السكان المحليين.
سوف يكون بمقدورنا ملاحظة مثل هذه العمليات عندما تلقى صيغة أستانا (التي تضم تركيا وإيران وروسيا وسوريا) الدعم من عرب الداخل: على سبيل المثال، منتدى أو مؤتمر القبائل. وكل شيء يوحي بأن مثل هذه الأشياء لم تعد بعيدة على الإطلاق.