“كوميرسانت”: هل ستتورط ألمانيا في مواجهة مباشرة مع روسيا؟
بودابست. وقال: “لقد ثبت أن العقوبات تقود أوروبا إلى طريق مسدود”. في غضون ذلك، أشارت رويترز إلى أن الموافقة على الدفعة التالية من المساعدات لأوكرانيا تمت على خلفية الصعوبات في توريد دبابات “ليوبارد” الألمانية.حتى قبل الاجتماع، اعترف جوزيب بوريل بأن وزراء الخارجية سوف يناقشون مستوى الدعم العسكري بعد اجتماع فريق الاتصال حول الدفاع عن أوكرانيا في “صيغة رامشتاين”، الذي عقد يوم الجمعة الماضي (20 كانون الثاني/يناير). كان اجتماع حلفاء كييف في قاعدة جوية في ألمانيا صادماً للغاية، حيث تم الإعلان عن شحنات كبيرة من الأسلحة، لكن لم يتم حل المشكلة الرئيسة في “رامشتاين”. حقق صيغة “رامشتاين” نتيجة جيدة من حيث عدد الأسلحة التي قررت الدول تقديمها لأوكرانيا، “حيث ستشارك ألمانيا في تقديم قدر كبير من المساعدات”، كما برر جوزيب بوريل بشكل استباقي قبل الاجتماع. في مقابلة مع صحيفة “آ.ب.س” الإسبانية، اعترف بأنه يدافع شخصياً عن توريد الدبابات، لكن مثل هذه القرارات متروكة لكل دولة على حدة.بولندا، التي تنتقد ألمانيا بشدة لتأخرها في إرسال الدبابات، صرح نائب وزير خارجيتها أركاديوس مولارتشيك، الذي مثلها في الاجتماع، أنها مستعدة للتبرع بالدبابات التي بحوزتها من هذا الطراز، لأوكرانيا. “فإذا لم توافق برلين على توريد الدبابات، فسوف تقع في عزلة دولية”، على حد تعبيره.في الوقت نفسه، كما اتضح، لم تهتم وارسو بعد بطلب الإذن رسمياً من برلين لنقل المركبات القتالية الألمانية إلى أوكرانيا. ولم يمنع هذا رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي من التهديد بتسليم الشحنات أو عدم تسليمها “بناء على تقديره الخاص”.دعم وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس زملاءه من وارسو بنشاط، وأشار يوم الاثنين إلى أن ألمانيا، باعتبارها “محرك أوروبا”، تتحمل مسؤولية خاصة في مساعدة أوكرانيا، وبالتالي من المستحيل تأخيرها. حتى وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن حذر من أن موسكو يمكن أن تنجح في الصراع إذا “لم يساعد الأوروبيون أوكرانيا في ما تحتاجه الآن”.من الغريب أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بوربوك أكدت أن برلين لن تضع عقبات في طريق الدول التي تقرر نقل الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا. كما قال جوزيب بوريل في نهاية الاجتماع الوزاري، لا تتدخل برلين حقاً في إمداد الدول الأخرى بالدبابات الألمانية الصنع. إلا أنه اضطر لمواجهة أسئلة الجمهور، التي وجهها إليه الصحافيون الأوروبيون، والتي عبّرت كلها، بطريقة أو بأخرى، عن القلق من توريد دبابات “ليوبارد”.كما لوحظ تطور الحديث حول تلك الدبابات في موسكو. وفق السكرتير الصحافي لرئيس الاتحاد الروسي دميتري بيسكوف: “سيتعين على الشعب الأوكراني أن يدفع ثمن كل هذه الإجراءات، مقابل كل هذا الدعم الزائف”. حتى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال يوم الاثنين إن ما يحدث في أوكرانيا “لم يعد حرباً هجينة، بل بات حرباً حقيقية، كان الغرب يستعد لها منذ مدة طويلة ضد روسيا”. كما أكد أن الاتحاد الروسي لم يرفض المفاوضات مع أوكرانيا، ودعا كييف لتوضيح موقفها من الحوار، الذي كان محظوراً قانونياً لبعض الوقت، أن تجريه مع الرئيس فلاديمير بوتين. في المناسبة، تحدث جوزيب بوريل أيضاً عن المحادثات يوم الاثنين. في مقابلته صحيفة “آ.ب.س”، أوضح أن بروكسل يجب أن تدعم أوكرانيا “حتى تجلس إلى طاولة المفاوضات بأفضل مركز قوة ممكن”. حتى الآن، لم تأت مثل هذه اللحظة، بحسب السيد بوريل.