استراتيجية

“فورين بوليسي”: عكس الصين.. الولايات المتحدة تترك مناصب سفرائها شاغرة لسنوات

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

ذكرت صحيفة “فورين بوليسي” الأميركية إنّ “الخلل الوظيفي في واشنطن يجعل الوظائف الرسمية شاغرة لسنوات عدة”. وفي تقرير نشرته أمس الخميس، لفتت الصحيفة إلى أنّه في صيف عام 2018، استقال جيمس ميلفيل، الدبلوماسي المحترف البارز، من منصبه كسفير للولايات المتحدة لدى إستونيا، احتجاجاً على انتقادات الرئيس السابق دونالد ترامب ضد الحلفاء الأوروبيين.وأضافت أنّه بقيَ المنصب شاغراً لمدة تتجاوز الأربعة سنوات. كذلك، قدّم الدبلوماسي جورج كينت اليمين الدستوري كسفير في استونيا، استقالته الأسبوع الماضي. واعتبرت الصحيفة أنّ هذه الفجوة التي “تبلغ مدتها أربع سنوات ونصف هي جزء من اتجاه يمثل ما يسميه مسؤولو وخبراء الأمن القومي المخضرمون، خطأ جسيماً”، وغير مبرر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.وفي جميع أنحاء العالم، ظلّت العشرات من مناصب السفراء الأميركيين خالية لشهور أو حتى لسنوات، نتيجةً لعملية معطلة ومسيسة بشكل متزايد.ومن اللافت أنّ مناصب السفراء الشاغرة موجودة في دول ذات أهمية بارزة، بالإضافة إلى دول تعتبر علاقتها بواشنطن هامشية أو ضعيفة .وتابعت أنّه على سبيل المثال، لا سفير رسمي في الهند، أحد أهم “شركاء الولايات المتحدة في استراتيجيتها لمواجهة الصين”. وكذلك، الأمر في إثيوبيا، وإيطاليا (الحليف في الناتو). كما أن الأمر نفسه، موجود في كولومبيا، أحد أهم حلفاء واشنطن في أميركا اللاتينية. وختاماً لا مقعد لسفير رسمي في المملكة العربية السعودية، الحليف الاستراتيجي، والذي يخضع لرقابة متشددة من واشنطن.الصحيفة الأميركية أوضحت أيضاً أنّ “كل هذه المناصب يتّم شغلها بالوكالة من قبل دبلوماسيين من ذوي الرتب الدنيا، لكن ليس لديهم نفس النفوذ داخل السفارة، كسفير يختاره الرئيس ويؤكده مجلس الشيوخ”.وحتى الآن لم تتمكن واشنطن من حلّ هذا الخلل الوظيفي، رغم تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، غير مرة، بإصلاح وتنظيم وزارة الخارجية، إلا أنّ هذا لم يحصل أيضاً.وبحسب الصحيفة اختار بايدن عمدة لوس أنجلوس السابق إريك غارسيتي، سفيراً إلى الهند، لكن الأمر الرئاسي لا يزال عالقاً في مجلس الشيوخ، وغارقاً في الجدل الداحلي، بعد أكثر من عام ونصف على ترشيحه.واعتبرت الصحيفة أنّه لم تكن “لتعتبر هذه الأزمة كبيرة في فترة ما بعد الحرب الباردة، حين كانت واشنطن هي المهيمنة على العالم”، لكن الآن وبعد صعود الصين كقوة عظمى عالمية منافسة لها، لا يمكن أن تستمر واشنطن في نفس السياسة.وختمت الصحيفة: “لدى الصين الآن سفارات وقنصليات حول العالم أكثر من الولايات المتحدة، وعلى عكس واشنطن، لا تدع بكين مناصب سفرائها شاغرة لسنوات طويلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى