بانوراما

شتاء غزة.. تداعيات حصار الاحتلال الإسرائيلي على الزراعة والبنى تحتية

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

أصبح قدوم الشتاء محملاً بالأمطار مصدراً لإثارة قلق كبير لكثير من سكان قطاع غزة ولا سيما سكان المناطق الشرقية فيه والتي تتميز بكونها مناطق زراعية تشكل الفلاحة مصدر الدخل الرئيسي فيها لكثير من العائلات.أصبح قدوم الشتاء هاجساً هناك -وهو الذي من المفترض أن يكون مدعاة للفرح وتأمل الخير والرزق المتوقع قدومه مع موجات الأمطار التي ينتظرها أي مزارع في هذا العالم لضمان محصول وفير في الموسم الزراعي-، فالوضع في قطاع غزة لطالما كان مغايراً عندما يرتبط توقع الأمطار بإجراءات الاحتلال الصهيوني الرامية إلى زيادة الضغط على القطاع وتكريس معاناة أهله وتنغيص معيشتهم.تعرّض قطاع غزة المحاصَر مؤخراً لمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة على مدار أيام بمعدلات هطول عالية، هذه الأمطار سببت كوارث إنسانية بدلاً من أن تكون سبباً للخير وجلب الرزق لمئات المزارعين وأصحاب الأراضي الذين ينتظرون قدومها بفارغ الصبر.هذه الحالة جاءت نتيجة استغلال الاحتلال مجيء المنخفض الجوي لينجح في زيادة إثقال كاهل سكان القطاع ومعاناتهم بتحويل مناطق واسعة من شرق قطاع غزة الواقعة على تماس مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى مستنقعات مياه أغرقت معها مئات الدونمات الزراعية والبيوت والممتلكات.لقد عمل الاحتلال على إغراق أراضي المواطنين وممتلكاتهم في مناطق شرق قطاع غزة على طول خط التماس مع أراضي الداخل المحتل وغمرها بمياه عبّارات وقنوات مياه الأمطار المتساقطة على أراضي الداخل المحتل باتجاه قطاع غزة ولا سيما مناطق “وادي السلقا” و “وادي المصَدَّر” و “المشاعلة” التابعة لبلدية دير البلح في وسط القطاع، والتي عانت من كارثة إنسانية كاملة الأوصاف ومأساة حقيقية بكل المقاييس. عائلات بأكملها تفاجأت بسيول جارفة من المياه تقتلع بيوتها وتجرف كل ما في طريقها وتلقي به في الشوارع التي غدت مسارات لتجمع المياه، وقد أدت هذه السيول إلى وفاة المواطن الفلسطيني “عبد الله أبو اقطيفان” الذي تسبب غمر منزله نتيجة الأمطار وفتح سدود مياه الاحتلال إلى حدوث تماس كهربائي أدى إلى قتله، كما دمّرت سيول المياه عشرات البيوت البلاستيكية الزراعية والتي تمثل مشاريع صغيرة عائدة لبعض مواطني المنطقة وتمثل في حالات منها مصدر الدخل الوحيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى