ترند

الحرب النووية والتغيير المناخي.. مخاوف من نهاية العالم

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

إلى جانب المخاطر البيئية والصحية على حياة البشر، مؤسسة سويدية تحذّر من أن استخدام الأسلحة النووية على العالم سيكون الأكبر منذ العام 1945.

على مدى آلاف السنوات، تنبّأ كثر بنهاية العالم. لكن في ظلّ المخاطر الناجمة عن حرب نووية والتغير المناخي، هل بات الكوكب بحاجة للبدء على الأقل بالتفكير في السيناريو الأكثر سوداوية؟في مطلع 2022 لم يتوقّع كثر أنّ يتطرّق الرئيس الأميركي خلال العام إلى خطر نهاية العالم، ففي تشرين الأول/أكتوبر قال بايدن “لم نواجه احتمال نهاية العالم منذ (عهد) كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية” في العام 1962.

وفي العام الذي بلغ فيه عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ كوكب الأرض يسلك “الطريق السريع إلى جحيم مناخي”.وفي ظواهر قصوى نُسبت على نطاق واسع إلى التغيّر المناخي، غمرت مياه الفيضانات ثلث أراضي باكستان، وقضى الجفاف على المحاصيل في منطقة القرن الأفريقي، وسط إخفاق عالمي في تحقيق هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.أكبر خطر لاندلاع حرب نوويةوفي تقرير سنوي، حذّرت مؤسسة التحديات العالمية، وهي مجموعة سويدية تجري تقييماً للمخاطر الكارثية، من أنّ خطر استخدام أسلحة نووية سيكون الأكبر منذ العام 1945 حين دمّرت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في الضربتين الذريتين الوحيدتين في التاريخ.وحذّرت المؤسسة في تقريرها من أنّ حرباً نووية شاملة وبالإضافة إلى ما سينجم عنها من خسائر بشرية، من شأنّها أن تطلق سحباً من الغبار تحجب الشمس وتقلّص القدرة على زراعة الأغذية وتؤدي إلى “فترة من الفوضى والعنف، غالبية الناجين سيموتون من الجوع خلالها”.وقالت المحاضِرة في جامعة شيكاغو كينيت بينيدكت التي قادت فريق معدي القسم النووي للتقرير، إنّ المخاطر أكبر مما كانت عليه أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، إذ يبدو مستشارو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقل قدرة على لجمه.في حين أنّ أي ضربة نووية روسية ستشمل على الأرجح أسلحة “تكتيكية” صغيرة، يخشى خبراء تصعيداً سريعاً إذا ردت الولايات المتحدة.

وشدّدت بينيدكت وهي كبيرة مستشاري “مجلة علماء الذرة” من أن الأمور ستسلك “في هذه الحال منحى مختلفاً تماماً”.وستنشر المجلة في كانون الثاني/يناير أحدث تقييم لها لـ”ساعة نهاية العالم” المضبوطة منذ العام 2021 عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (منتصف الليل في هذه الساعة يرمز إلى نهاية العالم، فيما ترمز الثواني المئة إلى خطر اقتراب نهاية العالم).وفي خضم التركيز على أوكرانيا، تعتقد الاستخبارات الأميركية أنّ كوريا الشمالية مستعدة لإجراء تجربة نووية سابعة، وسبق أن أعلن بايدن فعلياً تلاشي احتمالات الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وسط توترات بين الهند وباكستان لا تزال قائمة.ووجّهت بينيدكت انتقادا لمراجعة إدارة بايدن موقفها في الملف النووي واحتفاظها بحق الولايات المتحدة في استخدام الأسلحة النووية في “ظروف قصوى”.وقالت “أعتقد أن هناك نوعاً من التآكل المطّرد في القدرة على إدارة الأسلحة النووية”.أسوأ مخاطر المناخقبيل المحادثات التي أجريت في مصر اعتبر خبراء الأمم المتحدة، أنّ العالم يتجّه نحو احترار يتراوح بين 2.1 و2.9 درجة مئوية، لكن خبراء من خارج الهيئة الأممية يحذّرون من أنّ الرقم أعلى بكثير، مع تسجيل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العام 2021 رقماً قياسياً جديداً بالرغم من الجهود المبذولة للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.وحذّر لوكي كيمب، خبير المخاطر الوجودية في جامعة كامبريدج من أنّ احتمال ارتفاع درجات الحرارة لا يسترعي الانتباه اللازم، محمّلاً المسؤولية في ذلك إلى مبدأ الاجماع في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة وتخوّف العلماء من أن يلصق بهم توصيف مثيري القلق.وشدد كيمب على وجوب إجراء تقييم أكثر تعمّقاً “لكيفية تعاقب المخاطر حول العالم”.ومن شأن التغير المناخي أن يسبب آثاراً مضاعفة على الأغذية، مع تراجع محاصيل القمح والحبوب في مناطق عدة كانت سابقاً غنية بها، ما يزيد من مخاطر المجاعة وبالتالي الاضطرابات السياسية والنزاعات.وشدّد كيمب على وجوب عدم الاستقراء من عام واحد أو حدث أوحد. لكن دراسة شارك في إعدادها حذّرت من أن ارتفاع حرارة الأرض ولو بمقدار درجتين مئويتين فقط من شأنّه أن يعرّض الكوكب إلى مخاطر لم يشهد مثيلاً لها منذ العصر الجليدي.وخلصت الدراسة التي استندت إلى فرضية تزايد الانبعاثات والنمو السكاني بنسبة تتراوح بين المتوسطة والمرتفعة، إلى أنّ ملياري شخص قد يعيشون بحلول العام 2070 في مناطق متوسط الحرارة فيها 29 درجة مئوية، ما يزيد الضغوط على الموارد المائية، بما في ذلك بين الهند وباكستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى