معاريف: السنوار يضحك متفرجاً: حماس تنجح في تضليل “إسرائيل” والولايات المتحدة
كتب إيتان غلبواع في صحيفة معاريف العبرية أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن مخطىء أيضاً في الرسائل التي تضمّنها.
من الناحية العملية، هذه الرسائل موجهة إلى “إسرائيل” أكثر مما هي موجهة إلى “حماس”، ويمكن أن تؤذي ترتيبات أمنية مستقبلية. وليس من المستغرب أن تسارع “حماس” إلى الثناء على القرار، بينما وصفته إسرائيل بـ”الإشكالي” وادّعت أنه انطوى على مكونات خرجت عن المقترح الإسرائيلي الأصلي الذي نُقل إلى إدارة بايدن.
أيضاً التسريبات التي تفيد بأنه إذا فشلت المفاوضات بشأن إطلاق المخطوفين، فإن إدارة بايدن تفكر في إجراء محادثات منفصلة مع “حماس” بشأن إطلاق سراح مواطنين أميركيين هي مؤذية. وبدلاً من زيادة الضغط على “حماس”، فهي تساهم في تخفيفه، وتزيد في التشدد ورفض الصفقة، أو المطالبة بتنازلات إضافية من إسرائيل.
“حماس” تريد دقّ إسفين ما بين “إسرائيل” وبين الولايات المتحدة، لقد منحتها “إسرائيل” بيديها أداة جيدة لتحقيق هذا الهدف. يمكن أن يبدو مثل هذه الخطوة المنفردة كخيانة لسائر المخطوفين.
قبل أقل من 5 أشهر على الانتخابات الرئاسية، إن كل ما تفعله إدارة بايدن يمكن أن يُفحص وفق مساهمته في فوزه في المعركة الانتخابية ضد ترامب. ليس لدى بايدن نجاحات في السياسة الخارجية والأمن، وهو متورط في الحرب الأوكرانية، وفي محاولات منع الصين من مهاجمة تايوان، ومنع كوريا الشمالية من مهاجمة كوريا الجنوبية.
الحرب في غزة وخطر توسُّعها ضد حزب الله شغلا بايدن بصورة كبيرة. لذلك، هو يضغط للتوصل إلى صفقة شاملة لتحرير المخطوفين، ووقف إطلاق النار يمكن أن يصمد، على الأقل، حتى 5 تشرين الثاني/نوفمبر، موعد الانتخابات الرئاسية. كما أن التوصل إلى اتفاق أمني مع السعودية يشمل إسرائيل سيبدو للناخبين كإنجاز سياسي ودبلوماسي مهم.
المشكلة هي أن اعتبارات ائتلافية ضيقة تجعل نتنياهو غير مستعد لدفع الثمن المطلوب من أجل التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية وبناء جبهة إقليمية ضد إيران. من المحتمل أن يتوصل بايدن إلى اتفاق مع السعودية من دون إسرائيل. اليد اليمنى لإدارة بايدن تفعل عكس اليد اليسرى وتخرّب تحقيق أهداف سياسية.
من جهة أُخرى، تتخوف إدارة بايدن من أن تشكل استقالة غانتس، وكذلك الضغط على نتنياهو من بن غفير وسموتريتش، اللذين يعارضان الصفقة، عذراً للانسحاب منها، على الرغم من موافقته وموافقة “كابينيت الحرب” أيضاً عليها. تحاول الدبلوماسية الأميركية ابتزاز نتنياهو بصورة ذكية، لكن من الواضح أن المفتاح موجود لدى “حماس” التي تنجح في خداع الجميع.