كيان الاحتلال

تايمز أوف إسرائيل: “إسرائيل” كانت قادرة على هزيمة جيوش عربية في عدة أسابيع.. فما الذي تغير؟

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

العمليات الاستخباراتية الذكية قد يكون لها تأثير تكتيكي رائع ولكنها غير كافية لتحقيق النصر وأهداف الحرب. لازار بيرمان – تايمز أوف إسرائيل

 

إن نجاح العمليات الاستخباراتية الدقيقة التي قامت بها إسرائيل لاستهداف كبار قادة حزب الله وتحديد مخزونات الأسلحة لديهم، إضافة لعملية أجهزة النداء في لبنان، تجعل الفشل الاستخباراتي الذي أدى لهجمات أوكتوبر أكثر إثارة للغضب.

لقد استغرقت إسرائيل ما يقرب من عام كامل للعثور على معظم كبار قادة حماس والقضاء عليهم، ولم تتمكن بعد من قتل زعيمها يحيى السنوار. ورغم أن إسرائيل كانت على علم بشبكة الأنفاق الضخمة التي حفرتها حماس تحت الأرض، إلا أنها فوجئت بحجم النفق مع كشف القوات ببطء عن مجموعة الأنفاق أثناء الحرب. ولا تزال إسرائيل تكافح لتحديد مكان الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، وتمكنت من إنقاذ ثمانية منهم فقط على قيد الحياة.

ويبدو أن الخطأ في الحسابات كان السبب في حدوث هجمات أوكتوبر. فقد أعطى السياسيون الإسرائيليون الأولوية القصوى لتهديد حزب الله قبل الحرب الأخيرة. ولم يكن ذلك عبثا، إذ أن قوة حزب الله تفوق قوة حماس. ولكن إسرائيل ذهبت بعيدا في الفكرة وحولت معظم تركيزها على حزب الله.

واعتقدت إسرائيل أن تهديدات حماس كانت تحت السيطرة إلى حد كبير. ولكن نوع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لهزيمة حماس على الأرض في غزة لم يكن موجودا: ببساطة لم يتخيل القادة الإسرائيليون الحاجة إلى الاستعداد لمثل سيناريو أوكتوبر.

وبعد 11 شهرا من الحرب تحسنت الاستخبارات الإسرائيلية بشأن غزة، مع قيام القوات بمصادرة الوثائق والأقراص الصلبة، واستجواب عملاء الشاباك لعناصر حماس الأسرى، لكن الضرر الذي وقع بالفعل لا يمكن تجاهله؛ فقد فقدنا أكثر من 1600 مدني وجندي، ولا يزال العشرات من الرهائن في أنفاق حماس.

وفي غياب أي وسيلة لإنهاء الحرب في غزة، ربما تكون إسرائيل على شفا حرب أكثر تدميرا ضد حزب الله. فقد ترك عشرات الآلاف من الإسرائيليين منازلهم، وأصبح الاقتصاد راكدا، وتعرضت مكانة إسرائيل في العالم لضربة خطيرة.

وبالمقارنة مع العقود الماضية كانت إسرائيل قادرة على هزيمة جيوش عربية متعددة في أقل من 3 أسابيع. أما الآن ومع هذا الفشل الاستخباراتي، الذي فشل في التنبؤ بهجوم أوكتوبر بعد 50 عاما، لا يبدو أن الصراع يتجه نحو الحل في أي وقت قريب. بل على العكس تماما؛ فقد يتوسع إلى حرب أكثر صعوبة مع حزب الله وربما قوى إقليمية أخرى لا تريدها إسرائيل.

إن السبب وراء ذلك هو أن العمل الاستخباراتي والنجاحات التكتيكية المذهلة لا تؤدي في حد ذاتها إلى تحقيق الانتصارات. ففي أيدي القيادات المتزنة التي تركز على الفوز بالحرب قبل كل شيء، تشكل هذه النجاحات عناصر أساسية لتحقيق هذا النصر.

وبعد مرور ما يقرب من عام على بدء الحرب، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هؤلاء القادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى