بعد ان استنفذ نتنياهو فرصه وقدرات إسرائيل وحلفها الانجلو ساكسوني.
ماذا بقي في جعبته؟ هل باتت حرب غزة على نهاياتها؟
ميخائيل عوض
بيروت؛ 30 نيسان 2024
قريبا تنهي حرب غزة شهرها السابع كأطول واوسع واعنف جولات حرب الصراع العربي الصهيوني واكثرها تدميرا وابادة..
استنفذ فيها الكيان الاسرائيلي كل من واي عناصر قوته التكتيكية والاستراتيجية.
كما استنفذ كل واي قدرات لدى حلفه الانجلو ساكسوني بما فيه من نظام عربي واسلامي رسمي وناتو وامريكا العظمى وبظل صمت وكمون لافت ومدان للشعوب العربية والاسلامية ونخبها وخاصة الشباب والطلاب والهيئات التدريسية والنقابات والفاعليات الاجتماعية والاقتصادية ما دامت السياسية وتشكيلاتها في حالة موت سريري.
استنفذ نتنياهو كل فرصه ومناوراته واختبر اوهامه على جر امريكا وحلفها للحرب لتامين نفسه وصحبته وفشل ذريعا بعد الرد الايراني المتقن والانيق بل جلب لإسرائيل كل الويلات والمخاطر وبات راسه ورجليه معلقتين على خشبة الجنائية ومحكمة العدل الدولية.
ليس لدى “إسرائيل” قدرات او فرص او عديد لجيشها لمحاولة اقتحام رفح ومحور فيلاديلفيا بحسب كل المعطيات الميدانية وتقارير اجهزة لاستخبارات الإسرائيلية والخبراء بما فيهم اولمرت رئيس الوزراء والجنرال السابق وقد جزم ان ليس لدى نتنياهو سوى لواءين جاهزين للقتال بين الشمال والجنوب.
اذن؛
جربت “اسرائيل” وامريكا وحلفهم كل امكاناتهم وفرصهم وقدراتهم وتحالفاتهم وفشلوا ذريعا، وحرب البحار والممرات شاهد حي قاطع.
لم يعد من فرصة او قدرة الا استخدام الاسلحة غير التقليدية وهذه لحظة جنون وانتحار نتائجها ستكون كارثية في الاقليم وتنهي اسرائيل والوجود الامريكي والاطلسي ونظم وجغرافية نواتج الحرب العالمية الاولى من سايكس بيكو ووعد بلفور وجغرافيتها.
ناهيك عن مخاطر قد تصيب اوروبا وامريكا نفسها.
المنطقي والحال هذه ان تثمر الجهود المصرية بتفويض امريكي بعد استبدال وانهاء دور قطر اذانا بإنهاء ادوار الدول الصغيرة التي نفخت وتصرفت كإمبراطوريات افتراضية كالإمارات العربية وقطر.
الارجح ان تنتج الجهود اتفاقا لوقف لنار والشروع بتبادل الاسرى عبر التفاوض وتلك ستكون هزيمة اسرائيل الكبرى والشروع بانتهاء وجودها فقد خاضتها كحرب وجودية اذا هزمت فيها فلا مكان لها.
يبقى احتمال وقد يكون الارجح؛
وهو ان تعجز “إسرائيل” وامريكا عن الزام نتنياهو بوقف الحرب وتجرع كاس سم الهزيمة فتراوح الحرب مكانها وتستمر وتزداد وتثمر اعمال المقاومة النوعية باستهداف الجنود والوحدات التي تقيم في غزة وغلافها وتاليا زيادة مناسيب الاستنزاف والاكلاف على الجيش الاسرائيلي ما سيوسع دائرة التمردات على الالتحاق بالخدمة والاستقالات للضباط وصولا الى تمرد وحدات مقاتلة ورفض الاوامر ما سيفتح بوابات عريضة لطوفانات اقصى جديدة ونوعية وتحقيق التواصل الناري والمسلح بين الضفة وغزة وتمتد الى فلسطين ال٤٨.
نعيد التذكير بضرورة العودة للاستماع الى الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة في اطلالته الاخيرة حيث وجه تحية خاصة للضفة وللشعب الاردني والرسالة ليست عفوية ولا هي عابرة.
حرب غزة على نهايتها وان طالت فإسرائيل وجيشها على النهاية.
ونهاية “اسرائيل” وتحرير فلسطين جار على قدم وساق كيفما ذهبت الامور وسارت الحرب او توقفت فما اطلقته الطوفان العجائبية وحرب غزة والبحار والممرات وانخراط ايران يعتبر تطورات وتحولات نوعية مؤسسة تجاوز العرب والقضية الفلسطينية والاقليم الى العالمية التي تؤسس لجديد عالمي.