تقدير موقف

كتيبة الشجاعية : حين تقاتل الروح وتنتصر

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

أكرم فخر الدين 

قبل أيام نشر الإعلام العسكري في كتائب القسام، مقطع فيديو أثناء قيام مجموعة من مجاهديه بإلتقاط صور سيلفي  أمام دبابة إسرائيلية محترقة وتم إهداء هذا الإنجاز النوعي الى روح الشهيد أبو حسين فرحات وهو الشهيد وسام فرحات قائد كتيبة الشجاعية في كتائب القسام ونجل السيدة أم نضال فرحات التي تُعرف بــ”خنساء فلسطين” لاستشهاد أربعة من أبنائها كان آخرهم أبو حسين فرحات خلال طوفان الأقصى.

وللتذكير، فإن حي الشجاعية يقع في النصف الشمالي من مدينة غزة، ويعدّ أكبر أحياء القطاع وبوابته الشرقية، وله رمزية كبيرة، لأنه أُسرَ فيه الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون عام 2014. ويشهد الحي المذكور، منذ السابع من أكتوبر، أعنف المعارك بين قوات الاحتلال الصهيوني وفصائل المقاومة وتحديداً كتائب القسام، ويُعرف مقاتلو القسام الذين يقودون المواجهة في الحي المذكور باسم “كتيبة الشجاعية”، والتي تمكنت من تسطير أروع الملاحم سواء من خلال المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال من مسافة صفر، وصولاً الى إستخدام بارع جداً لتكتيك الأنفاق، عوضاً عن شدة وحجم المواجهات التي تخوضها الكتيبة. حيث نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قبل يومين عن مسؤولين في جيش الاحتلال أن حي الشجاعية خاض فيه المقاومون مع جنود الاحتلال خمسين اشتباكًا خلال نهار الأربعاء فقط. وأمس الخميس، أعلنت “كتائب القسام” عن قيام “كتيبة الشجاعية” بقنص جنديين إسرائيليين في الشجاعية، فضلا عن تدمير 79 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 72 ساعة في الشجاعية فقط.

وشكل “حي الشجاعية” أحد المفاجئات الكبرى للجيش الإسرائيلي منذ بداية العدوان، نظراً لحجم الصمود والمواجهة، وكثافة الأنفاق، وبسالة المجاهدين، ونقل أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع “واللا” الإخباري العبري، الذي يرافق الجنود الإسرائيليين في الشجاعية، مشاهد ما رآه في الحي الذي وصفه بأنه “أحد أخطر الأحياء في الشرق الأوسط”. ونقل بوخبوط، عن أحد قادة الألوية في الجيش الصهيوني في حديثه مع جنوده لدى وصولهم الشجاعية، إن المسلحين الفلسطينيين “لم يمتنعوا عن بناء الآبار والأنفاق في كل مكان. لقد عثرنا بالفعل على آبار وأنفاق بالمنطقة، وفي تقديرنا، هناك الكثير منها هنا”.

نهار الأحد الفائت، نشر الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، صوراً لقادة وعناصر كتيبة الشحاعية، أرفقها مع أسماءهم ومواقعهم، وقال أدرعي : هذا البلاغ موجه لقادة كتيبة الشجاعية في حماس: اعتبِروا هذا الإشعار إشعارًا أخيراً.  إنكم جميعًا مستهدَفون. جيش الدفاع سيعمل بقوة شديدة للغاية في الحي من أجل تفكيك البنى التحتية الحمساوية الارهابية.

ولأن الفضل ما شهدت به الأعداء، نختم تقريرنا بشهادة أحد الضباط الميدانيين في جيش الاحتلال، تحدث فيه عن شجاعة أبطال “كتيبة الشجاعية” وطبيعة المواجهات التي يخوضونها، فقد وصف ضابط إسرائيلي كبير القتال الدائرة في حي الشجاعية شرق غزة بالقاسي في بيئة معقدة ، مشيراً الى ان مقاتلي حماس في الحي لا يتراجعون ويتصدون لقوات الجيش ببسالة. وجاء على لسان نائب قائد لواء “جولاني” ، ايهود مويال ، بأن مقاتلي كتيبة الشجاعية التابعين لحماس مقاتلي نخبة ، حيث أمطروا القوات الاسرائيلية بعشرات الصواريخ المضادة للدروع متسببين بمقتل واصابة العشرات وتدمير وإعطاب الكثير من الآليات. وأشار ” مويال ” الى ان اقتحام الشجاعية شكّل تحدياً للجيش قائلاً ” تخرج علينا الخلايا من الانفاق لتضرب مؤخرة الجيش وهي خلايا منظمة أكثر من التي واجهنا بمناطق أخرى، وفي بعض الأحيان استخدموا طائرات بدون طيار لجمع المعلومات وبعدها تهاجمنا خلايا مكوّنة من ما بين 4-8 أفراد عبر الأنفاق”. اللافت، أن مويال رفض طلب المراسلين العسكريين مرافقة القوات الى داخل حي الشجاعية وذلك بالنظر الى ضراوة القتال في أحد معاقل حماس الرئيسية. بدورها، نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن نائب قائد لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي قوله: كتيبة الشجاعية التابعة لحماس كتيبة فخورة، لا يهربون ولا يغادرون، و يقاتلون من أجل أرضهم حتى الموت.

أمام هذا النموذج الأسطوري، يحضرنا قول القائد الجهادي الكبير، وملهم المقاومة، الحاج عماد مغنية: ” الذي يقاتل فينا هو الروح”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى