رأي الصحافةنقطة ساخنة

” إسرائيل” تمارس النازية لدرء لعنة العقد الثامن!

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

ويفا البدوي | صحافية وكاتبة

الإجرامُ الإسرائيليُّ في فلسطينَ المحتلة غيرُ مسبوقٍ، من قبل كيان لا زال يروج للمحرقة التي ارتكبها النازيّون بحقِ اليهود ويستند عليها في مبررات وجوده غير الشرعي على أرض فلسطين.

ارتكبت “إسرائيل” المجازر وقتلت الفلسطينيين منذُ عام 1948 في دير ياسين والطنطورة وكفرقاسم واللد وخان يونس والأقصى وحرم الإبراهيمي وجنين واللائحة تطول، وقتلت اللبنانيين في حولا والعباسية وقانا وصبرا وشاتيلا المنصوري واللائحة تطول، وقتلت المصريين في مصنع أبو زعبل وبحر البقرة واللائحة تطول،وقتل السوريين في القنيطرة الجولان السوري المحتل والتنكيل بهم واللائحة تطول، وصولاً إلى مجزرة المعمداني والشفاء والحرب المفتوحة على قطاع غزة ولائحة المجازر لم تغلق بعد.

النبوءة الإسرائيلية

تعرفُ النبوءة بلعنةِ العقد الثامن حيثُ لا تعمر أي دولة لهم تاريخياً أكثر من ثمانين عاماً لتبدأ بالتفسخِ من داخلها، أربعةُ أعوامٍ تفصلنا عن “زوالِ اسرائيل”، بحسبِ النبوءة التي يقرُ بها العارفون من اليهود.
يقولُ الإسرائيليون، استناداً إلى التوراة والتلمود، إنَّ اليهود أقاموا دولتين:
الأولى هي مملكةُ النبيين داوود وسليمان التي لم تصمد أكثر من ثمانين عاماً.
الثانية هي مملكة الحشمونائيم التي تأسست في العام 140 قبل الميلاد، وأيضاً سقطت في عهدها الثامن.

وهذا ماقصده الناطق العسكري باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” أبوعبيدة في كلمةٍ مصورة، في 2023/10/28 عندما قال : “فزمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنةُ العقدِ الثامن ستحلُ عليهم”.
لم يكن أبو عبيدة أول من أشار إلى لعنة العقد الثامن، بل إنَّ مؤسس “حركة حماس” الشيخ أحمد ياسين تنبأ في العام 1999 بزوال إسرائيل في العام 2027 وذلك عندما قال : “أنا اتنبأُ بأنَّ اسرائيل بائِدة إن شاء الله في القرن القادم وتحديداً في الربع الأول من وأنا بقول 2027 بتكون اسرائيل غير موجودة”.
ليس فقط الشيخ الشهيد أحمد ياسين، بل إنَّ “بنيامين نتنياهو” نفسه يعترف بلعنةِ الثمان بكل وعيٍّ، حيثُ استشهد بها، ولعلَّهُ أولُ مَنْ تحدثَ عنها بوضوح، بقوله: “أنا الضامنُ الوحيدُ لكم لاستمراريةِ اسرائيل وكسرِ هذه اللعنة”.
في عام 2022 تحدثَ عنها بدقةٍ أكبر، رئيسُ الوزراءِ الأسبق “إيهود باراك” معتبراً أنَّ التجربةَ التاريخيةَ تُشيرُ إلى أنَّ الكيانَ سيندثر قبل الذكرى الثمانين لتأسيسه، وفي مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قال باراك: على مرّ التاريخ اليهودي لم تُعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين، فترة الملك داوود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”.
وأضاف قائلاً: “إنَّ تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنَّهُ يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها”.

نتنياهو يتبنى فتوى دينية تحض على الإبادة الجماعية في غزة

يستشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بنصوصٍ توراتية مقدسة، تدعو إلى إبادةِ أطفالِ ونساءِ الأعداء، وذلك عبر مؤتمر صحفي متلفز، قائلاً: “يجبُ أن تتذكروا ماذا فعلت بكم عماليق كما ذكر في الكتاب المقدس نحن نتذكر ونحارب”، مقتبساً ذلك من العهد القديم وبأنَّهُ “يجب عليهم أن يقتلوا كل رجل وامرأة وطفل رضيع .. بقراً وغنماً وحماراً”.

السؤال: هل أصبح نتنياهو العلمانيُّ في دعايته السابقة، حاخاماً في حربهِ الجديدة على أطفال غزة ونسائها ورجالها؟

رئيسُ مجلس النواب الأمريكي الجديد الجمهوري “مايك جونسون” يلاقي تهويدَ نتنياهو حربهُ على الفلسطينيين بإعطائها بعداً مسيحياً إضافياً حين يقول :”نحنُ كمسيحيين يُعلِمُنا الكتابُ المقدس وجوبَ الوقوفِ إلى جانبِ إسرائيل نحنُ نؤمن بأنَّ الله سيبارك في الأمّة التي تبارك إسرائيل وأننا يجب أن ندفع ثمن السلام في القدس”.
تل أبيب تتعهد بتحقيق نبوءة أشعياء حول إسرائيل الكبرى

نتنياهو يتوعد أهلَ المنطقة العربية بأنَّهُ ومن معهُ سيحققون نبوءةَ أشعياء، التي ترسمُ حدوداً توسعيةً كبرى لإسرائيل، تبتلعُ مصر وبلاد الرافدين وغيرهما من بلادِ العربِ والمسلمين، فما هيَّ نبوءةُ أشعياء؟

تقولُ “الآيات التلمودية”: “ها هو الربُ قادمٌ إلى مصر، يركبُ سحابةً سريعةً، فترتجفُ أوثانُ مصر في حضرتهِ وتذوبُ قلوبُ المصريينَ في داخلهم وأثيرُ مصريينَ على مصريينْ فيتحاربونَ، ويقومُ الواحدُ على أخيهِ، وتنضبُ مياهُ النيلِ وتجفُ الأحواضُ وتيبسُ، وكلُّ مزرعةٍ على النيلِ تيبس وتتبددُ، وتكونُ أرض يهوذا رعباً لمصرَ، في ذلك اليوم يمتدُ طريقٌ من مصرَ إلى أشورَ، ومن أشورَ إلى مصرَ، فيعبدُ المصريُّون والأشّوريُّونَ الربَّ معاً، في ذلك اليوم يكونُ إسرائيل ثالث ثلاثةٍ مع مصرَ وأشور، وبركةً في وسطِ الأرض، فيباركهم الربُّ القدير قائلاً: مُباركٌ شعبي مصر، وصنعةُ يدي أشّورُ، وميراثي إسرائيل”.

كما وصف “نتنياهو” بني إسرائيل بأنَّهم أبناء النور ويقاتلون أبناء الظلام، قائلاً: “نحنُ أبناءُ النور وهم أبناءُ الظلام والنور سينتصر على الظلام بإيمان عميق بصدقنا بإيمان عميق بانتصار إسرائيل سنحقق نبؤة أشعياء”

السؤال: لماذا لم يخرج أحد من علماء الدين المصريين بطلبٍ مباشر من الحاخامات اليهود لتفسير ما قالهُ بِنيامين نتنياهو، أو على الأقل تحليل كلامه الذي من الواضح أنَّهُ يمثلُ اعتقادا حقيقيا في فكر شريحة من الناخبين الإسرائيليين عن مستقبل مصرَ؟

كما هو واضح، جُل التصويب الإسرائيلي مُنصَبٌ نحو لعنة العقد الثامن. يحصلُ ذلك في عالم يصمت أمام هول المشهد الإجرامي في غزة هاشم، وأيضاً بتغطية غربية تغض الطرف عن جرائم الإسرائيليين التي البسوها لبوساً دينياً، ما يعني تغطية لمعتقدات تشكل خطراً على البشرية جمعاء وليس فقط أمتنا.
والخطورة الأكبر هي في صمت أكثر العرب والمسلمين إما من منطلق الحقد وتصفية الحساب مع المقاومة، أو من جهل ما تصبو نحوه أهداف الإسرائيلي، الذين إن سنحت لهم الفرصة لابتلعوا “أصدقاءهم” قبل أعدائهم.
يشير التاريخ بوضوح بأنَّ لا صديق لهم، وإلا لما نبذتهم شعوب الغرب قبل مشرقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى