تقدير موقف

سلاما أيها الأحبة في غزة

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

 

د. وليم نصار

 

سلاماً يا أحبائنا في غزة…
أيتها الأجساد الغضوبة … المتلونة سمرة وخيرا… المتموجة دما وصلابة وعافية … المغزولة بعصف الريح … الممتدة من عيوننا إلى الجبهات المنغرزة في دفئ فوهات البنادق.

سلاماً يا أحبائنا في غزة…
أيتها القبضات الفتية … أيتها الوجوه القاسية والرضية … يا إطلالات الفجر الألق كعشق العذارى.

سلاماً يا أهلنا في غزة …
يا بهاء الدم المراق، تسترد به الأرض بكوريتها، ساعة يتوالى المغتصبون في عتمات الفحش وفحيح العربدة.
يا فرح المطر يمجد أجسادنا العطشى لشاطيء غزة … يهبنا امتدادا وبردا عذوبا، إذ تعصف الرياح السموم في القفار والصحارى المشققة، ويسأل الناس ما ترطب به الشفاه.

سلاماً لكل من أعرفهم في غزة…
يا سكرتنا … يا طيب الشهوة إلى الحياة الهنية تندلع من الرماد والموت العتيق.
يا تاريخنا الطالع من فتحة الجرح … من شقوق بطون الأطفال المبقورة، في غزة، في جنين وصولا إلى قانا الجليل … سلاما ورديا معطرا بقداسة الشهداء.

أيها الأحبة في غزة …
يا انفجار الرجال في زمن الخصيان والعملاء والزناة.
يا رفاقنا، يا عزنا، يا رجالنا، يا طلعة الصبح في العشايا المعتمات.
يا صحوة الأطفال بعد غفوة هنيّة… يا طراوة الأرض وعبق الحقول أرفع إليكم الحب .,. يا أغلى الغوالي.
نمسح وجوهكم المتعبة بأيادينا الرقيقة، ونشد قلوبنا إلى زناد بنادقكم.

يا ليتنا كنا معكم …
تعبكم تعبنا …
جوعكم جوعنا …
كل رعب رعبنا …
وكل نصر نصرنا.

يا أحبائنا في غزة …
إننا معكم … ويا خجلتنا منكم …

نشهق عند سقوط كل جريح …
لا تنسوا … أن كل عريس حبيب تهزجون في عرسه نعلم اسمه لأطفالنا كي ينشدوه ويتربوا على ذكراه.

يا كل الأحبة في غزة …
يا رفاق القيد والجوع والغضب …
سلاما أيها المذهلون … يا رعدة الأرض إذ تطأها أقدام العزاة …

سلاما أيها الأخوة …
سلاماً أيها الرفاق …
إنهم يرتدون أمام سطوع صمودكم حيارى … ارتدوا وراحوا يتباحثون … هم الذين أبلغوا الدنيا أنهم سيبيدون ذكركم عن كل أرض.

بالصمود وحده، ذاك البهي، يرتدع أبناء الزنى … من يطعن ومن يشارك … ومن يصمت ومن يفاوض … ومن يهلل في سره.
بالصمود وحده، ذاك البهي، يفيق من يغط في غفوة.

قد يحرقون عزة … لكنكم علمتموهم وعلى الدهر أنه من أجل فلسطين، كل فلسطين … تدفعون الموت بلحومكم … ولا تؤخذون إلا غلابا.

قد يبيدون غزة … لكن غزة كبيروت ليست مدينة مفتوحة … ولا قرية منبسطة … وليست غراما بعروبة مندلقة من ثقوب الدولارات المطلية بذهب الدنانير.

سلاماً أيها الأحبة في غزة …
في كتائب القسام .., في سراسا الثدس … فس كتائب شهداء الأقصى … في كتائب ابو علي مصطفى … في كتائب النسر الأحمر … في سجون عسقلان ونفحة وبئر السبع …

طاب جهدكم .. طاب.
انسكبتم خابية خمر، فلسنا مذنبين ان كنا سكارى …

فاح طيبكم يا حدقات العين ووصلنا، فطرد الغم والحزن الدفين وبتنا نحيا على رجع أصواتكم …
نغفو والعيون إليكم ونصحو.

تباركوا … تباركوا…
أنتم ضرع الحياة وفجر الأرض المنبعثة.
تباركوا … فأنتم قرآننا وإنجيلنا …
أنتم نبينا وإمامنا …
أنتم مسيحنا …

تباركوا …
واقهروا الموت أيها الأحبة … وأعيدوا كتابة ملحمة العرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى