تفاهم غير مكتوب بين واشنطن وطهران.. “إسرائيل” تقر بعجزها عن إفشال الـ”ميني اتفاق”
أشارت وسائل إعلام أميركية، اليوم السبت، إلى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية “على ما يبدو”، قبلت الصفقة الناشئة بين الولايات المتحدة وإيران، التي يجري التوصّل إليها في مفاوضات غير مباشرة بوساطة عُمان.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الصفقة الناشئة بـ “ميني اتفاق” في تصريحاتٍ في جلسةٍ مغلقة هذا الأسبوع أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ووفقاً لتقدير “إسرائيل” الحالي، ستتفق الولايات المتحدة وإيران على صيغة “الأقل مقابل الأقل” (ضغط أقل/ عقوبات أميركية على إيران، مقابل تنازلات إيرانية محدودة) أو “تجميد مقابل تجميد” (تجميد العقوبات الأميركية مقابل تجميد إيران بعض أنشطتها النووية).
وبحسب موقع “المونيتور”، فإنّ واشنطن وطهران ربما لن تقوما بإرساء البنود في وثيقةٍ رسمية مكتوبة وموقّعة.
وبدلاً من ذلك، ستقومان بتنفيذها “كبادرة حسن نية”، ما يسمح للرئيس جو بايدن بتجاوز الحاجة إلى موافقة الكونغرس وفي الوقت نفسه، “كبح اندفاع إيران نحو التسلح النووي”.
وعلى وجه التحديد، ووفقاً لتقدير “إسرائيل”، فإنّ الصفقة ستستلزم الوقف الفوري لتخصيب إيران لليورانيوم إلى الدرجة العسكرية ووضعه عند مستوى 60%؛ وحتى هناك صيغة واحدة تحدد المستوى عند 20%.
ووفق الموقع، ستجمّد إيران، بناءً على التفاهم الجديد، “تطويرها المتقدّم للصواريخ الباليستية، فضلاً عن نقل الطائرات الهجومية من دون طيار إلى روسيا، والتعاون مع عمليات التفتيش الدولية لمخزونات اليورانيوم لديها، والإفراج عن ثلاثة أميركيين تحتجزهم بتهمة التجسس”.
أما الولايات المتحدة، من جانبها، فستحرر نحو 20 مليار دولار من الأصول الإيرانية المودعة في بنوك أجنبية مختلفة، “وتلتزم بالسماح بمرور ناقلات الوقود الإيرانية من دون قيود في المياه الدولية، وستتجنب تقديم قرارات ضد إيران في الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية”.
كذلك، صرّح مصدرٌ دبلوماسي إسرائيلي رفيع لـ “المونيتور” بقوله: “يمكن التوصّل إلى اتفاقاتٍ بهذا الحجم بسرعة نسبياً، فهذه صفقة مبدئية سريعة، وتعدّ مقدمة لمزيد من الاتصالات في المستقبل”.
وأضاف المصدر أنّ “الاتفاقية ستسمح لبايدن بتخفيف التوترات، وكذلك ستجمّد السباق النووي الإيراني”، مضيفاً أنها “صيغة رابحة”.
ووفق “المونيتور”، فإنّ “الهدوء النسبي الذي تتعامل به إسرائيل مع هذه التطورات ينبع أولاً، من موقف نتنياهو السياسي غير المستقر، ولا سيما مع وجود أزمة داخل الحكومة”.
وقال مصدر كبير مقرب من نتنياهو لـ “المونيتور”، إنّ الأخير قد يكون على استعدادٍ “لغضّ الطرف عن صفقة واشنطن وطهران مقابل مسعى بايدن الحازم لتحقيق التطبيع بين السعودية وإسرائيل”، معقباً أنّ “فرص حدوث مثل هذا التطور ضئيلة”.
وقال المصدر إنّ “الأميركيين يتلاعبون مع نتنياهو في قضية السعودية، ويخلقون التوقعات والأوهام من أجل تهدئته في القضية الإيرانية”.
وأضاف مصدر عسكري إسرائيلي سابق رفيع المستوى لـ “المونيتور”: “في الوقت الحالي، لا يمكن لأحد أن يمنع جهود إيران المستمرة للتخصيب والتسليح، لذلك يجري الحديث عن اتفاقٍ محدود”.
وأشار موقع “المونيتور” إلى أنّ التوازن الاستراتيجي بين “إسرائيل” وإيران تحوّل في الأشهر الأخيرة لصالح طهران، خاصةً أنّ التحالف الإيراني- الروسي حسّن التقنيات العسكرية لدى القوات الإيرانية.
ويختم المقال بالقول إنّ الأزمة الحادة في العلاقات بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في ظل حكومة نتنياهو، وتزايد موطئ قدم الصين في المنطقة الذي أدى إلى المصالحة بين طهران والرياض وجيرانها الخليجيين، عززا مكانة إيران على حساب “إسرائيل”.