دمشق.. و”البيت العربيّ”..
خالد العبود
سيكذبُ علينا كثيراً، موظفو “البيت العربيّ” التاريخيّ، تماماً كما كذبوا علينا قبل ذلك، ومثلما قدّموا لنا أنّ “بيتهم” كان يدافع عن حقوق ومصالح السّوريّين، ومنذ مطلع 2011م، سيقولون ذلك من جديد، بأنّ “بيتهم” اليوم، يدافع عن حقوق ومصالح السّوريّين!!..
إنّ كلّ ما يُقال، وعلى ألسنة موظفي هذا “البيت”، إنّما هو كلامٌ يحتاجه إخراج هذا الانزياح الكبير، وتحتاجه مرحلة إعادة هذا “البيت العربيّ”، وهو في حقيقته وجوهره كلامٌ ليس موضوعيّاً وليس حقيقيّاً، ولا يرتقي لمستوى حقيقة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة والعالم!!..
إنّ الجوهر الموضوعيّ والحقيقيّ لعودة “البيت العربيّ” إلى سوريّة، وإلى دمشق تحديداً، هو أنّ مشروع العدوان على المنطقة يفشل، فهو يفشل في تصفيّة القضيّة الفلسطينيّة، وهو يفشل في “صفقة القرن”، وهو يفشل في سيطرة النسق: “الغربيّ – الصهيوني” على المنطقة، وهو يفشل في إعادة إنتاج خارطة نهبٍ جديدة لشعوب هذه المنطقة بكاملها!!..
لم تعد دمشق إلى مقعدها في “بيتها العربيّ”، وإنّما الأنظمة والحكومات العربيّة، تلك التي أشهرت خناجرها في وجه سوريّة، “تتواضع” قليلاً، وعلى استحياءٍ عميقٍ، وتأتي إلى “بيتها العربيّ” في دمشق، وهو ما كنّا نؤكّد عليه، منذ اليوم الأوّل لعدوانهم علينا، وهو بالضبط ما كنّا نعدكم به.