رأي الصحافة

زلزال تركيا وسوريا كارثة تدين الرأسمالية

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

 الناجم عن الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجة في فوكوشيما في عام 2022، بينما توفي ما يقرب من 20000 شخص في زلزال مرمرة عام 1999 بنفس قوة الزلزال. وهو ما يؤكد أنه كان من الممكن تجنّب حدوث معظم الوفيات في زلزال كهرمان مرعش.

كذلك حذّر غورور من زلزال كبير في مدينة اسطنبول التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة على الأقل. في حين أنّ مجلس مدينة اسطنبول، الذي يسيطر عليه حزب الشعب الجمهوري الرأسمالي المعارض، يدعي أنه سيتسبب الزلزال إن وقع إلى وفاة 14000 شخصاً، فيم يتوقع غورور أن يتجاوز عدد الضحايا الفعلي هذا الرقم بكثير.

إنّ بناء مساكن مقاومة للزلازل مشكلة عالمية حرجة أثبت النظام الرأسمالي عجزه عن حلها. ويجد علماء من الصين وأستراليا وأميركا وكندا وألمانيا أنه في عام 2015، كان هناك نحو 1.5 مليار شخص يعيشون في مناطق معرضة للزلازل. وهذا العدد آخذ في الارتفاع بسرعة، ولا سيما في البلدان المعرضة للخطر في الشرق الأوسط، ووسط وجنوب آسيا مثل أفغانستان وباكستان والهند وبنغلادش.

لقد وقعت الكارثة في مركز حملة الحروب الإمبريالية التي تشنها قوى “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة على مدى  ثلاثة عقود في الشرق الأوسط، عقب تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. وقد كلفت الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا تريليونات الدولارات وملايين الأرواح، حيث دمرت سوريا بسبب حرب “الناتو” بالوكالة، وأودت بحياة أكثر من 500000 شخص وشردت أكثر من 10 ملايين شخص.

والآن يتم التخلي عن العديد من اللاجئين السوريين الذين فروا من سوريا لإنقاذ حياتهم والعيش في فقر في جنوب تركيا لمصيرهم بعد الزلزال. كذلك، أدلت العشرات من دول حلف “الناتو” بتصريحات رمزية عن إرسال المساعدات إلى تركيا، بينما تجاهلت إلى حد كبير ضحايا الكارثة نفسها في سوريا، والتي لا تزال تحت نظام العقوبات الأميركية الجائر، والذي يحرم سكانها من الوصول إلى الموارد الطبية، وغيرها من الموارد التي هم في أمسّ الحاجة إليها، ليس فقط لمواجهة الكارثة الحالية ولكن للحفاظ على الحياة اليومية.

في الواقع، فإنّ قادة الحكومات في الغرب، الذين يقدمون تعازيهم بنفاق لضحايا الزلزال اليوم، هم المسؤولون في المقام الأول عن الحرب في سوريا، والهدر الكارثي للثروات على الحروب، بدلاً من ضخها في قطاعات الصحة والسلامة العامة.

ومع مستوى تطور العلوم والصناعة، يمكننا بناء مدن مقاومة للزلازل في جميع أنحاء العالم.  لكن يتم تجاهل هذه الدعوة في طريقة تصميم المدن والبنى التحتية المتطورة المقاومة للزلازل، وكذلك النداءات للتحضير للإنقاذ والمساعدة خلال وقوع الكوارث. 

لا شك، أنّ الكوارث بطبيعتها مشاكل عالمية تتطلب حلاً منسقاً تعاونياً بين كل الدول، لكن ما يمنع ذلك هي المصالح الربحية لمجموعة محدودة من الرأسماليين على حساب الأكثرية الساحقة، عبر تقسيم العالم إلى دول متصارعة على الدوام وتمنع التقدم. واتضح هذا أكثر في عدم وجود استجابة هؤلاء لأزمة جائحة  كورونا، أو لتغير المناخ العالمية. وبدلاً من ذلك، فإنّ القوى الغربية تهدد الآن البشرية جمعاء بالحرب العالمية الثالثة، من خلال تصعيد حربها على روسيا في أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى