رأي الصحافة

فرضية “حلقة النار”… لا أمان للاسرائيليين

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

كتب الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق المعروف Dennis Ross مقالة نشرت بمجلة Foreign Policy قال فيها ان النهج الذي تسلكه “إسرائيل” حالياً على ما يبدو يخدم إيران.

 

وأضاف الكاتب بان قائد الثورة الاسلامية في إيران الامام السيد علي الخامنئي طالما افترض ان الإسرائيليين سيغادرون البلاد اذا ما شعروا بأنهم تحت ضغط مستمر بسبب التهديدات العسكرية. كما اردف بان ما يسميه البعض ب”حلقة النار” حول “إسرائيل” تستند على هذه الفرضية.

 

كذلك تابع الكاتب بان الامام الخامنئي وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يعدون استراتيجيتها العسكرية على هذا الاساس، محذرا من الحكومة الإسرائيلية تقع في الفخ. وقال ان كل من الإمام الخامنئي والسيد نصرالله يريان ان الاستراتيجية المناسبة على الأمد الطويل هي اجبار “إسرائيل” على خوض القتال على كافة الجبهات. كما اعتبر ان سياسات “إسرائيل” الراهنة تخدم الاستراتيجية الايرانية، اذ ان “إسرائيل” تخوض حروب استنزاف في كل من غزة والحدود الشمالية، بينما تصعد العمليات في الضفة الغربية.

 

وأكد الكاتب على ان “إسرائيل” بحاجة إلى استراتيجية جديدة، مضيفاً في نفس الوقت بان فعل ذلك ليس سهلاً حيث يتطلب اتخاذ كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وادارة بايدن عدد من القرارات الصعبة ولكن في نفس الوقت الضرورية. كذلك تحدث عن ضرورة ان يكون الرئيس الاميركي المقبل مستعد لاتخاذ خطوات تسهل من تبرير بعض هذه الخيارات الصعبة.

 

كما تابع الكاتب بانه وبالنسبة إلى “إسرائيل”، فإن مثل هذه الاستراتيجية يجب ان تبدأ بوقف الحرب في غزة. وتحدث عن ضرورة ان تكون هناك خطة “ب” بحيث يكون التركيز على وقف الحرب من اجل اطلاق سراح “الرهائن” بدلاً من التوصل إلى صفقة تبادل من اجل وقف الحرب.

كذلك وأردف بان نتنياهو ومن اجل ذلك يحتاج إلى اعلان نصر حقيقي يستند على تفكيك حماس عسكرياً وتدمير الجزء الاكبر من بنيتها العسكرية التحتية، وضمان وقف التهريب من أجل منع حماس “من ان تعيد تشكيل نفسها”، وفق تعبيره.

 

وقال الكاتب ان تركيز نتنياهو على رفح ومحور فيلادلفيا ليس خطأ اذ ان التهريب يجب ان يتوقف فوق الارض وتحته هناك (على حد وصفه)، الا ان الحل الذي يقدمه نتنياهو بابقاء القوات الإسرائيلية هناك هو خطأ، محذراً من ان مثل هذا التواجد سيكلفه ما يريده، وهو بديل عن حكم حماس في غزة الذي سيكون اثباتاً حقيقياً لما وصفه “نصر إسرائيلي”.

 

كما أضاف الكاتب بان مصر والمغرب ودولة الإمارات ودول اخرى مستعدة لادارة غزة مؤقتاً إلى جانب فلسطينيين من غير حماس وتوفير الامن، ولكن ليس في حال بقيت “إسرائيل” في غزة. وتحدث عن مساهمة يمكن ان تقدمها ادارة بايدن لمنع التهريب عبر توفير تكنولوجيات مسح جديدة والالتزام بمساعدة تمويل حاجز تحت الارض يعترض الانفاق واجراء الترتيبات من اجل نشر قوات اماراتية إلى جانب مقاولين امنيين مدربين ومجهزين للعب دور الشرطي في المحور.

 

وقال ان “إسرائيل” تستطيع حينها ان تعالج الوضع عند الحدود الشمالية، مشيراً إلى ان السيد نصرالله اكد بأنه سيوقف الهجمات إلى داخل “إسرائيل” في حال جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. كذلك أضاف بان هذا بدوره سيفتح المجال للتوصل إلى صفقة تسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على طرفي الحدود.

 

وفي نفس الوقت شدد الكاتب على ان الاسرائيليين المهجورين البالغ عددهم 60,000 لن يعودوا إلى منازلهم الا في حال كانوا مطمئنين من عدم عودة قوات وسلاح حزب الله إلى الحدود، حيث طرح ان تقوم الولايات المتحدة بردع حزب الله من خلال الالتزام بدعم “إسرائيل” كلامياً وايضاً من خلال اعادة تزويدها بينما تتحرك، بما في ذلك التحرك على الارض اذا ما نقل حزب الله القوات باتجاه الحدود.

 

أما في الضفة الغربية التي قال عنها الكاتب انها تتحول إلى جبهة ثالثة، فشدد على ان “إسرائيل” لا تستطيع مجرد اتباع سياسة عقابية. وبينما قال ان عمليات الجيش الإسرائيلي ستنجح في تدمير “المختبرات التي تصنع العبوات” و”قتل واعتقال الارهابيين المطلوبين”، نبه إلى ان “إسرائيل” ستضطر إلى تكرار هذه العمليات.

 

كذلك تابع الكاتب بأنه طالما يستطيع “القوميون المسيانيون” مثل بن غفير وسموتريتش رسم السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لن يتغير الكثير. واضاف بان هذه الشخصيات تريد للسلطة الفلسطينية ان تنهار، محذراً من ان ذلك سيترك فراغاً في الضفة الغربية ستكون إيران على اتم الاستعداد لملئه، وفق تعبيره.

 

هذا وتحدث الكاتب عن دور يمكن ان يلعبه السعوديون في المساعدة على توفير رؤية سياسية للفلسطينيين، مشيراً إلى ان السعوديين في المقابل يطالبون بمعاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة وما يسمونه مسار حقيقي يؤدي إلى نشوء دولة فلسطينية. كما قال ان ادارة بايدن مستعدة لوضع اللمسات الاخيرة على المعاهدة الدفاعية وعرضه على مجلس الشيوخ بعد الانتخابات، لكنه نبه من ان المسار الحقيقي المؤدي إلى دولة فلسطينية يتطلب تعديل السياسة الإسرائيلية.

 

كذلك اردف الكاتب بان هكذا مسار مستحيل اذا ما واصلت “إسرائيل” العمل على الارض بما يجعل انشاء الدولة الفلسطينية مستحيلاً، وبانه يتوجب على نتنياهو بالتالي ان يختار التطبيع مع السعودية على القوميين المسيانيين في حكومته، مضيفاً بان ذلك يعني على الامد القريب اختيار بايدن على بن غفير.

 

كما قال الكاتب ان بايدن قد يجعل الموضوع اسهل من خلال الذهاب أبعد من مجرد عرض المعاهدة الدفاعية على السعوديين ضمن اطار اتفاقية التطبيع، وانه ربما حان الوقت لمعاهدة دفاعية بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” ايضاً.

 

وتابع الكاتب بان ما يطرحه سيشكل اجندة شاقة على أي حكومة إسرائيلية، إلا ان حكومة نتنياهو بنهجها الحالي تخدم مقاربة إيران ولا تقوضها.

 

 

Source :

  • Slot88
  • مقالات ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى