رأي الصحافة

هل سيؤدي الصراع الأوكراني لصدام مباشر بين الناتو وروسيا؟

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

تقول الكاتبة ألزيرا أرجانوفا في موقع “Russian Council” الروسي، عام مرّ على بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وهي فترة كافية لإجراء تقييمات أولية للوضع العسكري – السياسي في منطقة الصراع، والتهديدات الناشئة عنه. ومن بين التهديدات الحالية، بل والتهديد الأكثر خطورة وحقيقية بالنسبة للسلم والأمن الدوليين- هو حدوث صدام مباشر بين “الناتو” وروسيا، مما قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “تُستخدم اليوم الإمكانات والقدرات العسكرية لجميع دول الناتو الرئيسية تقريباً بشكل نشط ضد روسيا”. يمكن القول بالفعل أنّ “عدوان الناتو” الفعلي يحدث ضد روسيا، حيث دخل “الناتو” في مواجهة معها، وهي “في تصاعد”. إنّ الاعتراف بهذه الحقيقة من قبل موسكو، يعني صداماً مباشراً بين “الناتو” وروسيا، مع كل العواقب المترتبة على ذلك. تتفهم قيادة الدول الغربية الأعضاء في “الناتو” خطورة تصعيد النزاع الأوكراني وعواقبه، لكنها “تزيد من المخاطر” بثقة تامة بأن الجانب الروسي لن يستخدم الأسلحة النووية رداً على أفعالهم. “ومن هنا جاءت تصريحات للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، والمسؤولين الغربيين بأنّ الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة أو دول أخرى ليست طرفاً محارباً أو مشاركًا في النزاع”. ربما هذه تكون تعويذة مهدئة لشعوبهم، لكن ليس للجانب الروسي. إنّ محاولات الدول الغربية تحميل روسيا المسؤولية عن تصعيد النزاع الأوكراني، وكذلك تصريحات بعض السياسيين البغيضين، كالرئيس البولندي السابق ليخ فاليسا، حول “فرصة نادرة للتعامل مع روسيا”، ووزيرة الخارجية البولندية السابقة، آنا فوتيجا، حول أنّ “روسيا تشكل تهديداً وجودياً للإنسانية والنظام الدولي هو استفزاز متعمّد”. تصريحات المسؤولين الحاليين والسابقين في حلف شمال الأطلسي، ولا سيما رئيس اللجنة العسكرية للحلف روب باور، حول استعداد “الناتو” لمواجهة مباشرة مع روسيا، وكذلك القائد السابق للقوات البريطانية في الحلف، العقيد (المتقاعد) هاميش دي بريتون، حول الاحتمال الحتمي لتدخل “الناتو” في أوكرانيا في عام 2023، وكذلك التدريبات الأطلسية بالقرب من الحدود الروسية (مع وضع سيناريو افتراضي لتطبيق المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي) تعطي سبباً لتوقع حدوث تصادم بين حلف “الناتو” وروسيا خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. تعزيز العمليات العسكرية في أوكرانيا من خلال التوسع المستمر في حجم ومدى الأسلحة الهجومية الثقيلة الحديثة من قبل دول “الناتو”، وتدريب الجيش الأوكراني على إدارتها على أراضيها وفقاً لمعايير “الناتو”، تشير إلى غياب النوايا الحقيقية لهذه الدول إلى تسوية سلمية للنزاع الأوكرانية، وإلى درجة تورط “الناتو” في هذا الصراع ومصلحته المباشرة في نتائجه. إنّ التوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق، وتجاهل الحلف والولايات المتحدة لمطالب روسيا بتزويدها بضمانات أمنية، قد حدد سلفاً إلى حد كبير إندلاع نزاع مسلح في القارة الأوروبية، لديه كل الفرص للتحول من نزاع محلي إلى مواجهة على نطاق واسع. بالنظر إلى الأوضاع في الماضي، كان “الناتو” يستعد لمواجهة مع روسيا لفترة طويلة، بدءاً من عام 2014، وهو ما أكدته كلمات الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في مدريد عام 2022. وفي عام 2019، حذّر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، من أنّ “الناتو يستعد لإشراك قواته في صراع عسكري واسع النطاق”. كما أنّ وزير الدفاعالروسي سيرغي شويغو، أشار أيضاً في 21 كانون الأول/ديسمبر 2022، إلى “محاولة السيطرة العسكرية على أراضي أوكرانيا من قبل دول الناتو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى