العلاقات الألمانية الفرنسية باردة في وقت حرج
بكثير مما هما متحدان. ولقد أوضح انقطاع إمدادات الغاز الروسي ذلك بشكل خاص. وفرنسا، في الأساس أقل اعتماداً على الغاز من ألمانيا، لأنها تعتمد بشكل أكبر على الطاقة النووية. إضافة إلى ذلك، لدى الفرنسيين مورد رئيسي آمن للغاز في النرويج. بالكاد أثرت أزمة الطاقة على جيوب المستهلكين الفرنسيين حتى الآن.عندما أعلن شولتس، عن حزمة ألمانيا البالغة 200 مليار يورو، لتخفيف أزمة الطاقة في نهاية أيلول/سبتمبر2022، أثار مخاوف في بقية أوروبا، من أن ألمانيا ستكتسب المزيد من التميز التنافسي داخل الاتحاد الأوروبي. كما تسبب في انزعاج كبير في باريس، التي لم يقل لها أي شيء عن خطة الإنقاذ المخطط لها، قبل الإعلان عنها.ولعدة أشهر، رفضت الحكومة الألمانية أيضاً، منح موافقتها على وضع حد أقصى لسعر الغاز الطبيعي في أوروبا، إلا قبل عيد الميلاد بأيام فقط. بعد أن تم تضمين الاتفاق إلغاء محتملاً للآلية في مسودته. وتقول مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي إن النص “ألماني إلى أقصى حد”. وفي خطابه حول السياسة الألمانية، الأوروبية، في العاصمة التشيكية براغ، منتصف العام الماضي، أشار شولتس إلى أن برلين تتماشى مع طموحات ماكرون لأوروبا، لكنه لم يذكر فرنسا على أنها أقرب حليف لألمانيا، ولو لمرة واحدة. كانت تلك هي المرة الأولى التي بدأت فيها باريس بالتشكيك في النوايا الحقيقية للمستشار الألماني.الفرنسيون غير مهتمين بإضفاء الطابع الرومانسي على علاقتهم بألمانيا، كما اعتادوا أن يفعلوا. وينقل زوار قصر الإليزيه، عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله: “العمل الأوروبي المشترك هو ضرورة جيوسياسية، وليس مسألة رومانسية”.