ألكسندر دوغين: إردوغان أمام الامتحان الأخير
حددت تركيا موعد الانتخابات الرئاسية، وهذا الأمر من المحتمل أن يكون صعباً أمام الرئيس رجب طيب إردوغان، بسبب ظروف داخلية وخارجية، وفق المفكر الروسي ألكسندر دوغين.وفنّد دوغين الظروف التي تواجه إردوغان، أولها: تعزيز المعارضة النيوليبرالية الموالية للغرب (حزب الشعب الجمهوري)، ثانياً، الانقسامات في حزب العدالة والتنمية، وثالثاً التدهور الحاد في الاقتصاد، ومن ثمّ ارتفاع التضخم، والزلزال الرهيب الذي ترتّب عليه عواقب، وأخيراً الصراع المتزايد مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ورفض القيادة العالمية لسياسة إردوغان.النضال من أجل السيادةأشار دوغين إلى أنّ “أهم نقاط إردوغان هو تركيزه المستمر على السيادة، وهذه ركيزة في سياسته كرئيس للدولة، إذ يبني كل نشاطاته حول هذا المحور”. ومع ذلك، توقفت هذه السياسة في مرحلة ما عن دعم السيادة، وبدأت، على العكس من ذلك، في إضعافها.وبعد دخول روسيا لدعم سوريا عسكرياً، والإسقاط التركي للطائرة الروسية في العام 2015، ظهر تهديدٌ واضح على إردوغان. تدهورت علاقته مع روسيا تماماً، ما دفع تركيا إلى حافة الحرب، ومن جهة ثانية، الغرب لم يكن سعيداً بالوضع التركي.ولفت دوغين إلى أنّ إردوغان يقوم الآن ببناء ائتلاف سياسي، يمكنه الاعتماد عليه في الانتخابات. ومن الواضح أن الهيكل الداعم سيكون حزب العدالة والتنمية، وهو حزب موالٍ لإردوغان بشكلٍ عام، يتألف من مسؤولين عاديين لا يلقون دعماً كبير من الشعب.من الناحية الفنية، فإن الائتلاف السياسي أداة مفيدة، لكنه مرهقة بعض الشيء. ويعزو الكثيرون في تركيا إخفاقات الاقتصاد ونمو الفساد، وعدم كفاءة نظام الحكم، إلى مسؤولي حزب العدالة والتنمية، والمديرين التنفيذيين المعينين.الكماليون الوطنيونكذلك، أشار دوغين إلى أنّه لدى إردوغان مصدر دعم آخر، ليس بنفس القدر من حزب العدالة والتنمية، وهو الكماليون الوطنيون، الذين، على عكس حزب الشعب الجمهوري وزعيمه الليبرالي كمال كليتشدار أوغلو، وقفوا إلى جانب إردوغان في لحظةٍ حرجة، وأيّدوا مسار سيادته بالكامل.وتطلق هذه الدوائر على إردوغان اسم “أتاتورك الأخضر”. الوجه السياسي لهذه المجموعة السياسية، التي لها تأثير كبير في تركيا، والتي تتكون بشكل أساسي من جيوش من جميع المستويات، هو حزب الوطن اليساري بقيادة الزعيم الكاريزمي دوغو بيرينسك.واليوم، أظهرت استطلاعات رأي جديدة أنّ مرشح المعارضة للرئاسة التركية كمال كليتشدار أوغلو، يتقدم على الرئيس رجب طيب إردوغان بأكثر من 10 نقاط مئوية قبل انتخابات 14 أيار/مايو.