صورة وكلمة

معادلة جديدة في المنطقة برعاية الصين

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

لاتزال تداعيات الإتفاق بين السعودية وإيران بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية، حديث الصحف العالمية وسط تقارير وتصريحات تصف الصفقة بأنها  تعمل على تعزيز العلاقات بين الدول.

تقارب دبلوماسي جديد في المنطقة وتهميش أمريكا

اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تحليل إخباري لها، أن الصفقة التي تمت بوساطة صينية، الجمعة، تبث روحاً جديدة  للدبلوماسية في المنطقة وتثمن دور الحوار البناء بين دول الجوار بدلاً من الصراع والمواجهة.

كما رأت أن الاتفاق يشير إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة “مؤقتاً”، مع ترك واشنطن على الهامش. وأشادت “نيويورك تايمز” بالصفقة، قائلة إنه على الرغم من أنها تتحدى النفوذ الأمريكي، إلا أنه “أخيرًا، هناك اتفاق سلام في الشرق الأوسط، ليس بين إسرائيل والعرب، بل بين السعودية وإيران، ولكن بوساطة صينية”.

وذكرت الصحيفة، “الأمريكيون، الذين كانوا الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، يجدون أنفسهم الآن على الهامش خلال لحظة تغير كبير”. وأضافت “الصينيون، الذين لعبوا لسنوات دورًا ثانويًا، حولوا أنفسهم فجأة إلى لاعب قوي جديد.. والإسرائيليون يتساءلون الآن أين يتركهم ذلك الاتفاق؟”.

وفي هذا الايطار، ذكرت إيمي هوثورن، نائبة مدير الأبحاث في “مشروع الشرق الأوسط للديموقراطية” قائله، “إنها صفقة كبيرة.. نعم، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوسط في مثل هذه الصفقة الآن مع إيران على وجه التحديد، حيث لا تربطنا علاقات معها”.

وأضافت هوثورن: “ولكن بالمعنى الأكبر، فإن الإنجاز المرموق للصين يجعلها متفوقة دبلوماسيًا على أي شيء تمكنت الولايات المتحدة من تحقيقه في المنطقة منذ أن تولى بايدن منصبه”، وتابعت أنه بالرغم من أن البيت الأبيض قد رحب “علناً في عهد الرئيس، جو بايدن، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، ولم يعرب عن قلق صريح بشأن دور بكين، إلا أنه في السر “يبكي تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة”.

التقارب السعودي الإيراني ضرر إقليمي ل “إسرائيل” ولابيد مسؤول عن هذا

بدورها، أعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن القلق الإسرائيلي من التقارب بين السعودية وإيران وقالت إن “الاتفاق ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني ولا يمكن الحد منها”.

ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية، عن مصدر سياسي كبير، قوله إن “يائير لابيد، زعيم المعارضة، مسؤول عن التقارب بين السعودية وايران. وأشار الى أن “السعودية تشعر بوجود ضعف أمريكي وإسرائيلي ولذلك، توجهت إلى آفق أخرى”.

الجانب العربي يرحب بالتقارب بين إيران والسعودية

من جانبه، رحب مجلس التعاون الخليجي استئناف العلاقات الإيرانية – السعودية وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين واتفاقية التعاون بينهما في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.

كما اعرب جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ترحيبه بالخطوات كافة التي تسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها ورخاء شعوبها مؤكدا أهمية الدور المحوري الذي تقوم به السعودية وديبلوماسيتها الفاعلة في المجالين الإقليمي والدولي.
 

بدورها، اعتبرت الخارجية العراقية أن الاتفاق بين السعودية وإيران هو بداية “صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين”، مشيرةً إلى “المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار”، حيث استضافت بغداد عدة جولات مفاوضات بين الطرفين، ورسخت “قاعدة رصينة من الحوار” وصولاً للاتفاق الذي “يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة”.

وعبّر مستشار دبلوماسي لرئيس الإمارات عن ترحيبه باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.
وكتب أنور قرقاش على تويتر “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن”.
وأضاف في التغريدة “الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقرارا للجميع”.

و ذكرت وكالة الأنباء البحرينية نقلاً عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن البحرين ترحب بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال محمد عبد السلام، رئيس وفد صنعاء التفاوضي في تغريدة له على تويتر، إن “المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها كي تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي”.

أما وزارة الخارجية المصرية، فأعلنت أنها “تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الاعلان عنه. وأعربت مصر عن تطلعاتها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي”.

اليوم هناك قواعد جديدة في المنطقة وهناك توجهات جديدة للقوى الإقليمية والدولية، ووجود إحتمالية عالية لصعود لاعبين آخرين للمنافسة. وما يحدث قد يكون جزءاً من الاستعدادات الجارية إستراتيجيًا للسنوات والعقود المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى