قمة العقبة.. هل هي تنسيق أمني أم مؤامره ؟
انطلقت أعمال القمة، أمس الأحد، في مدينة العقبة جنوب الأردن والتي شارك فيها ممثلو السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بحسب ما أعلنه التليفزيون الرسمي الأردني.
ويأتي هذا الإجتماع بعد أربعة أيام فقط من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس. في حين، إن مشاركة السلطة الفلسطينية في تلك القمة في ظل الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين خلال الآونه الأخيره، خاصة في ظل حكومة بينامين نتنياهو ذات التوجه اليميني المتطرف، وصفته الفصائل والمقاومة الفلسطينية أنه خيانه وتخاذل للشعب الفلسطيني أجمع.
وبحسب التليفزيون الأردني فإن الاجتماع استكمال للجهود التي تبذلها المملكة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأطراف الفاعلة، الإقليمية والدولية، لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي قد يهدد بتفجير دوامة جديدة من العنف، بجانب محاولة فرض التهدئة مع قدوم شهر رمضان، مع التوصل لإجراءات اقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني.
إلا أن فصائل المقاومة الفلسطينية أدانت مشاركة السلطة في هذا الاجتماع، معتبرة في بيان لها أن تلك المشاركة طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني وخيانة لتضحيات الشهداء، محذرة من خطورة تلك الخطوة التي وصفت بأنها “استكمال لمخططات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ومحاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة”.
وأكد موقع “واللا” العبري على أن الهدف من هذا اللقاء هو تطبيق التفاهم الذي تم التوصل إليه بين رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هنغبي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الذي كان بمقتضاه تراجعت السلطة عن تقديم مشروع قرار أممي يدين الاستيطان الإسرائيلي.
ويوضح الموقع العبري إن قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت مجزرة نابلس الأخيرة رغم تلك التفاهمات دون أن يؤثر ذلك على موقف السلطة من المشاركة في القمة، فيما نقل عن رئيس جهاز الشاباك المشارك في هذا الاجتماع قوله إن مشاركته تأتي من منطلق إدراكه لأهمية الحفاظ على السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها، لافتًا أن ممثلي السلطة سيطالبون بتنسيق مشترك مع الجيش الإسرائيلي لعدم تنفيذ اقتحامات كبيرة للأراضي الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت مراسلة يديعوت أحرنوت، سميدرا بيري، في مقال لها حول أهداف الدول العربية المشاركة في قمة العقبة الأمنية الطارئة :”أن هذه القمة تأتي لخدمة مصر والأردن التي تعاني من مشاكل اقتصادية خطيرة ستتضاعف خلال شهر رمضان الذي سيزيد فيه استهلاك الطعام وبالتالي تسعى هذه الدول لاسترضاء بنك النقد الدولي والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الاوروبي من أجل الحصول على مساعدات مالية عن طريق تبنى الأمن الإسرائيلي خلال شهر الطعام العربي، بينما لن يحصل الفلسطينيين على أي شيء في ظل حكومة نتنياهو الحالية”.
إن المساعي الإسرائيليه تعمل على تعزيز الإنقسام في الصفوف الفلسطينية وهذا بعد التلاحم والقوة الذي شهده الشارع الفلسطيني مؤخرا، وعليه كان التحرك لإفساد التناغم بين الفلسطينيين عن طريق إجتماع “القمة”.