عن العدوان الاسرائيلي في نابلس
الكاتب والباحث الفلسطيني د.مصطفى اللداوي في حديث لمركز سونار الإعلامي قال:” إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة يمينية متطرفة متشددة أعلنت أكثر من مرة عن عزمها التجديد والتضييق على الفلسطينيين. لكن هذا لا يعني أن التشدد والتطرف الصهيوني قد بدأ مع هذه الحكومة الحالية، وإنما كان في ظل كل الحكومات الصهيونية السابق أي هو منهجية وسياسة إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. إلا أن هذه الحكومة الحالية المتطرفة تظهر من خلال مواقفها وسياساتها عن نيتها في الاقتحام والقتل والتدمير والاجتياح والاستباحة وما شابه.
إن الاعتداء على نابلس ليس الأول في ظل هذه الحكومة، سبقه اعتداء على مخيم جنين في الأيام الأولى لتولي حكومة نتنياهو السادسة. يظن الإسرائيليون وخاصة هذه الحكومة المتطرفة أن المزيد من العنف والإرهاب والمزيد البطش والتنكيل والتضييق على الشعب الفلسطيني سيدفعهم نحو الإستسلام والضعف والخضوع لهذه الحكومة.
إن الممارسات الإسرائيلية تعبر عن منهجية واضحة وعن عقلية كل الإسرائيليين. آلاف الإسرائيليين اليوم يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو ويطالبون بإسقاط حكومة نتنياهو ويعارضون الإصلاحات القضائية في الحكومة الإسرائيلية، لكن جميع المعارضون والمتظاهرون في شوارع تل أبيب يوافقون على سياسة نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني، ويؤيدون القرارات التعسفية الظالمة التي تفرضها الكنيست. هذا يؤكد أن الحرب ليست ضد نابلس فقط بل الحرب على كل الشعب الفلسطيني. هم يعتدون على نابلس وجنين والقدس والأحياء العربية في مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى، وكذلك على السجون والمعتقلات.
إن المقاومة الفلسطينية تزداد قوة وعددا يوما بعد آخر. وفي كل يوم نجد شبابا فلسطينيا أعمارهم لا تتجاوز الرابعة والعشرين أو أقصاها الثلاثين من العمر، يقومون بعمليات بطولية ضد هذا العدو الصهيوني. مما يؤكد بأن منهجية العدو لن تفضي إلى تركيع الشعب الفلسطيني.
شباب عرين الأسود ينتمون إلى أطياف متعددة من الفصائل المختلفة. هم عناصر من حركة الجهاد الإسلامي وحركة فتح وحماس والجبهات الفلسطينية المتعددة بالإضافة إلى المستقلين. إن عرين الأسود لم تعد ظاهرة منفردة، هناك كتائب فلسطينية مسلحة أصبحت تتشكل في كل مكان وتتأثر وتحاكي.
يعتقد العدو الصهيوني اليوم أنه إن تمكن من تفكيك عرين الأسود سواء بالقتل أو الاعتقال أو بالإغراء أو التعاون مع أجهزة للسلطة الفلسطينية، فإنه سيقضي على هذه الظاهرة أو لن تتشكل من جديد. لكنه فوجئ بأن هذه الظاهرة توالدت، فضلا عن أن عملياتها ازدات قوة وأصبحت تنسب للفلسطينيين أمثلة رائعة في الصمود والثبات. هذه الظاهرة أصبحت ظاهرة قوة وظاهرة إمتداد وإنتشار على مدى الشعب الفلسطيني كله وعلى مدى الأرض الفلسطينية كلها، وهذا ما يقلق العدو الصهيوني ويدفعه لبذل جهود كبيرة للقضاء عليها.
إن الدعوة التي أصدرتها قيادة عرين الأسود إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بأن يخرجوا جميعا إلى الشوارع والطرقات والميادين العامة وفي المساجد دعما للمقاومة هو استفتاء واضح للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية على تجذر المقاومة في نفوس الشباب.
ما رأيناه في شوارع فلسطين وفي شوارع حيفا ويافا وفي شوارع بيروت أيضا، بعض من الشباب الفلسطينيين واللبنانيين يجوبون الشوارع ويهتفون الله أكبر دعما للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية وأنهم ليسوا مع خيار الإستسلام.
إن كل الحكومات الإسرائيلية سواء كانت حكومات العمل، اليسار الفلسطيني، اليسار الصهيوني ويمين الوسط واليمين المتطرف، كلهم قد مارسوا القمع والتنكيل والإرهاب والبطش ضد الشعب الفلسطيني.
هناك حالة عدم رضا لدى حزب الليكود حول أداء نتنياهو، ولهذا من الممكن في الأيام القادمة أن تسقط هذه الحكومة، بالإضافة إلى الخلافات الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية مع إدارة البيت الأبيض وهناك خلافات أوروبية مع الحكومة الإسرائيلية.
اليوم، علينا أن لا ننشغل بالخلافات الداخلية الصهيونية والالتفات لتعزيز مقاومتنا وتسليحها ونوحد صفوفنا والبحث عن وسائل قتالية جديدة”.