تداعيات الزلزال في سوريا.. هكذا تساهم عقوبات الغرب في مضاعفة الكارثة
بين زلزالٍ مدمّرٍ وحصارٍ أكثر تدميراً، تلملم سوريا ضحاياها من تحت الرّكام. وبالحديث عن سوريا وضحاياها، يبرز النفاق الدوليّ والإنسانيّة المجزّأة اللذان ظهرا بأبشع صورة منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة. دمّر الزلزال ما صدّعته عقوبات قيصر، ولكنه لم ينجح في تحريك ضمائر العالم إزاء حجم المأساة السورية.أمام تهافتٍ دوليٍّ على إرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة في تركيا، غابت الحماسة الدوليّة نفسها في تحدّي العقوبات الأميركية وانتشال السوريين من تحت أنقاض الحصار.وفي ظلّ حاجة سوريا الملحّة الى أوسع دعمٍ بالمعدّات والاختصاصيين، ينصاع الغرب مرّةً أخرى لأوامر واشنطن التي تعرقل بعقوباتها أيّ أملٍ للسوريين بإغاثة المنكوبين العالقين تحت الرّكام، والذين تتضاءل فرص نجاتهم مع تقدّم الوقت.الرئيس الأميركي جو بايدن قالها صراحةً، إنّ المساعدة الأميركية لسوريا ستكون عبر مَن سمّاهم الشركاء الإنسانيين المدعومين من الولايات المتّحدة، في تصريحٍ برّر فيه استثناء مناطق سيطرة الدولة السورية من المساعدات التي تعرّت هنا من صفاتها الإنسانية لتأخذ صفةً سياسيةً بحتة.الإنسانية المجزّأة لم تقف عند الحكومات الغربية المنصاعة للإملاءات الأميركية بل تعدّتها لوسائل الإعلام الغربية التي لم تحد عن ازدواجية معاييرها، إمّا في تغييب تغطيتها لحجم الكارثة في سوريا، وإمّا في تصويبها خلال تغطيتها السهام إلى الدولة السوريّة، بدلاً من إظهار حجم الأزمة الاقتصادية التي عمّقت مأساة السوريين الحاليّة.أمام نفاقٍ غربيٍّ وتنفيذٍ لأجنداتٍ سياسيةٍ بحتة كشفهما الزلزال، كانت الدول المحاصَرة من قبَل الغرب هي أوّل من يهبّ لمساعدة سوريا في تحدٍّ للعقوبات الأميركية. روسيا وإيران مثلاً أرسلتا طائرات مساعدات إنسانية الى دمشق، فيما أقام العراق جسراً جوّياً الى سوريا لإرسال مساعداتٍ إغاثيّةٍ عاجلة، حتى لبنان الرازح تحت أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقة أرسل فريقاً للمشاركة في عمليّات البحث والإنقاذ، فيما لم تتأخّر تونس والجزائر والأردن والإمارات عن مساعدة سوريا أيضاً.