أستاذ علم الإجتماع طلال عتريسي لمركز سونار الإعلامي .. الغرب يتجاوز كل الحدود في حربه الثقافية على إيران
أستاذ علم الإجتماع طلال عتريسي قال في حديث لمركز سونار الإعلامي أن مجلة شارلي إيبدو تعتبر نفسها أنها خارج كل الضوابط الأخلاقية أو الدينية أو أي ضوابط أخرى وهي تستفيد من ما هو معلن في فرنسا أن هذا الموضوع هو حرية، وكلما طالبت جهة أو شخصية أو مرجعية الدولة الفرنسية بضبط هذه المجلة ووقف الإساءات لشخصيات ومقامات ومرجعيات تتذرع الحكومة الفرنسية بأن هذا الأمر هو حرية وفي بعض المرات خرجت الصحف في كل فرنسا تقول “كلنا شارلي إيبدو” وبالتالي البحث هو في طبيعة الحريات التي تنسب شارلي إيبدو ما تقوم به لهذه الحريات وما تتذرع به الدولة الفرنسية بقول نحن لا نستطيع أن نفعل شيء.وأضاف طلال في الواقع تستطيع الدولة الفرنسية أن تتجاهل ما يجري في العالم الإسلامي من اعتراضات، ولكن النقاش يجب أن يكون عن طبيعة هذه الحريات لنوافق أن فرنسا بلد حريات وأنها لا تستطيع أن تمنع شارلي إيبدو وهذا يحتاج إلى نقاش لأنه غير حقيقي ولكن لنفترض ذلك، فهي تعمل في موجب الحريات المسموح أن تعمل بها وتصل إلى أي مدى تريد الوصول إليه.ولكن هنا نقول هل هذه الحريات الموجودة في فرنسا تسمح بأن تتجاوز هذه الحريات الاطار الفرنسي لتصل إلى باقي أنحاء العالم، فإذا كان الفرد الفرنسي حر في أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء هل يحق له أن يشتم القادة في إيران والصين وأن يشتم الأنبياء والمرسلين.وأشار إلى مجلة شارلي إيبدو تحاول أن تتميز في أنها تتجاوز كل الأعراف وكل الضوابط بإعتبار أنها تختلف عن باقي المجلات بأنها قد لا تذهب بعيداً في هذا الأمروفيما يتعلق بإستهداف الصحيفة الفرنسية للسيد الخامنئي قال الأستاذ طلال قمت بمتابعة هذا الأمر وقرأت شارلي إيبدو أعلنت قبل شهر عن مسابقة لرسم الكاريكاتير أن يقدموا “أسوأ” رسم للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وتقول أن هذا دعم لحركة الاحتجاج وليس مسألة حريات ورسوم وفن وانما موقف سياسي مؤلد لحركة الاحتجاجات.أما فيما يخص بقيام ماكرون بالإدعاء على من يسخرون منه هذا السبب لنقول أنه لا يوجد حريات لكن في حقيقة الأمر لا يوجد حريات بالمعنى الواسع أو المطلق ولا يمكن لأي شخص أن يفعل ما يشاء ويكتب ما شاء أو يرسم ما يشاء، ومنذ فترة كان هناك رسوم تشبه الرئيس الفرنسي بهتلر ورسوم فاضحة للرئيس الفرنسي هو لم يقبل بها، وهنا السؤال كيف يمكن لك ان لا تقبل هذه الرسوم ومسموح أن تتم الإساءة برسوم مسيئة وغير أخلاقية إلى مرجعية دينية كبرى على الأقل في ايران ، أو أن يساء إلى النبي الذي يعك شخصية مقدسة لملايين من الناس، ماكرون ليس شخصية مقدسة.وأشار إلى أن المفكر الفرنسي روجيه غارودي قصته شهيرة وهو يعمل تحت سقف الحريات في فرنسا، لم ينفي المحرقة وقال أن هناك محرقة ولكن العدد الذي قتل في هذه المحرقة ليس العدد الذي تتكلم عنه الرواية الصهيونية أي أنه ليس بالملايين، فمنع من المقابلات ومن نشر الكتب وحوصر بشكل كبير.وأضاف إلى أنه في الحرب الروسية الأوكرانيا أصبح الروسيين شياطين في الإعلام ويطردوا من المقابلات والمباريات ومنعوا من المشاركة في مباراة شطرنج وكأس العالم، وبالتالي أطروحت الحرية هي كاذبة ومخادعة تستخدم فقط تحت اجندة سياسية تناسب الحكومة الفرنسية أو الاتجاهات الأوروبية اتجاه ايران.وقال أنه عندما كان غورباتشوف في الحكم قرر تفكيك الاتحاد السوفيتي كان هو الشخصية رقم واحد في العالم الغربي لأنه يفكك الخصم الودود للغرب، بعدما تفكك الاتحاد السوفيتي غورباتشوف أصبح نكرة وأهمل، وهذه خدعة الاعلام الغربي وخدعة حرية الإعلام.وأوضح خلال حديثه أن إدارة تويتر وفيسبوك وغيرها لا يخجلوا من التحيز السياسي وأصبح هناك مئات الأشخاص تمنع أو تحذف حساباتهم لأن لديهم رأي سياسي مخالف لاسرائيل أو مخالف للسياسات الغربية ومؤيد لحركات المقاومة، وهذا سلوك علني، وهو ما يضيف عامل أخر لمنظومة الخداع الإعلامي عند الغرب وهو خداع مباشر.وأشار إلى أن الغرب في اكثر من مصدر مباشرة بعد اعلان اغلاق شرطة الأخلاق وما شابه قالوا أن هذه غير كافي ويريدون الأكثر وهو الغاء النظام الاسلامي وما يعتبره هو مكسب، ولكن من جهة أخرى النقاش حول عمل هذه الهيئة هو نقاش موجود منذ سنوات ولكن لم يتم اتخاذ القرار في الوقت المناسب وهو قبل الاحتجاجات لأن الأن هذا القرار هو لاحتواء حركة الاحتجاج ولكن بذات الوقت هو يعتبر مكسب لحركة الاحتجاجات وهو قطع طريق على استثمار حركة الاحتجاج من أجل أهداف سياسية وهي اسقاط النظام، من الأساس ليست هناك مشكلة للمرأة في ايران لأن كل العالم يعرف ان مكانة المرأة في ايران عالية سياسياً إدارياً نقابياً قبل كل هذه الفبركات الموجودة في الدول الأخرى، والمشكلة هي الهوية الثقافية للجمهورية الإسلامية وهو الحجاب ورجال الدين الذين هم أحد رموز هذه الهوية، واعتبروا أن يبدأوا بالحجاب لإشعال الفتنة.