حجازي: الاحتلال يدرك أن الحرب مع لبنان ستكون مدمرة ومكلفة جدّا
المناورات الإسرائيلية مبرمجة مسبقًا ولا علاقة لها بالتهديدات تجاه لبنان
أكد المختص في الشؤون العبرية حسن حجازي من دون شكّ أنّ المناورات الإسرائيلية تجري في توقيت ربّما يوحي بأن هناك تصعيد صهيوني لإثارة بعض القضايا على المستوى اللبناني، وتحديدًا في ما يتعلق بموضوع مطار بيروت، والترويج للأكاذيب التي تتحدّث عن تهريب السلاح عبر المطار. واعتبر حجازي أن هذه المسألة قد يستغلّها كيان الإحتلال لتوجيه الرسائل وإعتماد مناورة في سبيل الضغط على الجانب اللبناني والإيحاء بشكل أو بآخر بأنّ هناك عمل ما قد يستهدف لبنان.
كما رأى حجازي في مقابلة مع “مركز سونار الاعلامي” أنه في حقيقة المشهد القراءة الإسرائيلية مختلفة، فهناك تركيز على مسألة أن هذه المناورات تجري ضمن الجدول الزمني المُعدّ مسبقًا، وهي مناورة مفاجئة هدفها إختبار مدى جهوزية القوات لأحداث الطوارئ، والتأكّد من أنّ هذه القوات قادرة على إعداد نفسها في وقت زمني قياسي وسريع لمواجهة التحديات والأحداث الطارئة في الجبهة الشمالية التي قد تتطور إلى مواجهات محدودة أو واسعة، وقال حجازي: “إن هذه المناورات تأتي في سياق المناورات المعتادة التي يعمل جيش الإحتلال على تكرارها كل عام، وهي غير مرتبطة بحدث معين، وهذا ما يجعل التهويل حولها في غير محله”.
الكيان الصهيوني ليس لديه هامش للتحرّك العسكري في الشمال
أشار حجازي إلى أن كيان الإحتلال ليس لديه في الفترة الحالية هامش للتحرّك العسكري، وذلك لإعتبارات متعدّدة، فهناك إنشغال صهيوني في مواجهة التحدّي الفلسطيني، وجزء من طاقات جيش الإحتلال مُسخّرة لمواجهة العمليات والإشتباكات المنفردة ولمحاولة إحتواء تشكيلات المقاومة في شمال الضفة الغربية، وبالتالي سيناريو المواجهة على الجبهة الشمالية مستبعد.
ورأى حجازي أنّ هناك قلق صهيوني من معركة تمتدّ على كامل التّراب الفلسطيني، من الضفة إلى القدس وكامل الأراضي المحتلة حتّى قطاع غزة، وبالتالي مسألة حصول مواجهة على الجبهة الشمالية أمر غير وارد في الفترة الحالية. معتبرا ان هناك معادلة يتحدّث عنها المسؤولون والقادة الصهاينة بشكل دائم، وهو وجود معادلة ردع ثابتة في الجبهة الشمالية، ومسألة المبادرة إلى حرب وإلى عدوان ضد لبنان، سواء بشكل متدرج أو بشكل مفاجئ، ستكون مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر.
الإحتلال يدرك أن الحرب مع لبنان ستكون مدمرة ومكلفة جدًّا
وفي السياق نفسه اعتبر حجازي أن الإحتلال يدرك بأن الحرب مع لبنان ستكون غير مضمونة النتائج وستكون مدمّرة، وسيشهد الإحتلال من خلالها خسائر غير معروفة في تاريخه على كافة المستويات، مضيفا ان كل الإشارات تقول أن هذه المناورة هي في سياق تدريبي إعتيادي، ولعلّ ما حصل في تجربة المفاوضات البحرية، وخضوع الإحتلال للمطلب اللبناني، خوفًا من تدخل حزب الله العسكري يعطي صورة واضحة بأنّ الإحتلال فقد المبادرة على الساحة الشمالية.
وختم حجازي بأن العدوّ أن أي حرب أو مواجهة مع حزب الله مكلفة جدًّا تفوق قدرة هذا الكيان على إحتماله وبالتالي خيارات المواجهة وأن تتحول هذه المناورة إلى مناسبة لشن أي عدوان على لبنان ضعيف وضئيل جدًّا، على الرغم من أننا لا نثق بهذا الكيان الذي عوّدنا على الغدر، لكن ثقتنا بأن المقاومة قادرة على ردعه، وقادرة على أن توقع في هذا الإحتلال خسائر لم يعهدها في تاريخه، يجعلنا أكثر إطمئنانًا بأن الإحتلال لن يجرؤ على القيام بأي عمل عسكري يستهدف لبنان.
كلمات المفاتيح: الاحتلال، حزب الله، المناورات
