“الكابينت” يقر بقاء “الجيش” الإسرائيلي في “محور فيلادلفيا”.. وواشنطن تتبنى
أكدت قناة “كان” الإسرائيلية أنّ “الكابينت” السياسي – الأمني أقر بأغلبية 8 مؤيدين، مقابل اعتراض واحد (وزير الأمن يوآف غالانت) وامتناع واحد عن التصويت (وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير)، المصادقة على الخرائط التي تحدد بقاء “الجيش” الإسرائيلي في “محور فيلادلفيا”، في إطار صفقة تبادل أسرى محتملة.
وقال مراسل القناة، عميحاي شتاين، إنه في هذه الخطوة، يكون “الكابينت” قد قرر بقاء “الجيش” الإسرائيلي في “محور فيلادلفيا”، مؤكداً أنّ الخرائط رسمها “الجيش” الإسرائيلي، وتبنتها الولايات المتحدة، كجزء من مقترح إعادة الأسرى.
وبحسب القناة، فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتنياهو، يرى أنّ هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 كان ممكناً لأنّ “محور فيلادلفيا” لم يكن في أيدي “إسرائيل”، ويعتقد أنّ كمية هائلة من الأسلحة تمّ ضخّها عبره واستخدمتها حماس في غزة، ويصرّح بأنّ إصراره على بقاء هذه الحدود بين يدي “إسرائيل” هو كي لا يعود هذا الواقع مرة أخرى.
ولم تخلُ الجلسة من محاولة نتنياهو وعدد من وزرائه التصويب مجدداً على الجهات الأمنية، التي يقولون إنها ادعت أنها ستعرف كيفية التعامل مع الصاروخ الأول، وهذا ما لم يحدث بعد أن بدأت حماس في إمطار “إسرائيل” بالنيران، كما اعتقدت من قبل أنها ستعرف كيفية التعامل مع الانسحاب من لبنان، ومع “استيراد” عناصر الفصائل إلى الضفة الغربية كجزء من “اتفاقيات أوسلو”، مؤكدين أنّ هذه التقديرات خابت أيضاً.
وكانت القناة الـ”12” الإسرائيلية قد نقلت في 20 آب/أغسطس الجاري عن نتنياهو، قوله لكبار المسؤولين في فريق التفاوض، أنّه “سيفضّل محور فيلادلفيا في هذا الوقت، إذا انتهى الأمر بالوصول إلى الاختيار بين بقاء السيطرة الإسرائيلية عليه أو إعادة الأسرى.
ومقابل تمسك نتنياهو بالبقاء في “محور فيلادلفيا” بوصفه الحل الوحيد لـ”إسرائيل” والشرط الذي يبطل تهديد المقاومة في قطاع غزة تماماً، يرى معترضون داخل كيان الاحتلال في الأمر مجرد “ذر للرماد في العيون”، ويؤكدون ألا جدوى من بقاء “الجيش” هناك، ومن هؤلاء المفوّض السابق لشكاوى الجنود في “جيش” الاحتلال، اللواء في الاحتياط إسحق بريك، الذي أكد أنّ “محور فيلادلفيا أصبح حقل ألغام رئيسياً في الاتفاق على صفقة الأسرى، وأن عدم تحريرهم قد يؤدي إلى مقتلهم كلهم وإلى حرب إقليمية”.
ويرى المعترضون أيضاً أن هدف نتنياهو من ذلك سياسي أكثر مما هو أمني، إذ يريد بذلك أن يثبت تحقيقه “النصر المطلق” في غزة عبر تواجد “الجيش” الإسرائيلي في “محور فيلادلفيا”، إلا أن هذه الخطوة أيضاً لن تحقق النصر، نظراً لقدرات المقاومة العسكرية التي لم تتغير منذ نحو 11 شهراً من الحرب، وشبكة الأنفاق الهائلة لحماس والفصائل الأخرى، وهو ما يؤكده مسؤولون إسرائيليون معارضون لسياسة نتنياهو في إدارة الحرب.