سفير الجزائر بدمشق: العلاقات مع سورية متميزة وحريصون على تعزيزها بجميع المجالات
أكد سفير الجزائر بدمشق لحسن تهامي أن العلاقات الجزائرية السورية تاريخية ومتميزة وهناك حرص دائم على تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين مشدداً على دعم بلاده للجهود الرامية لحل الأزمة في سورية دون أي تدخلات أجنبية وبما يضمن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وعلى تطلع الجزائر إلى استعادة سورية لدورها العربي والإقليمي والدولي.وقال السفير تهامي في تصريح لـ سانا بمناسبة الذكرى الـ 60 لاستقلال الجزائر: “تحيي الجزائر في الخامس من تموز ذكرى الاستقلال بكل ما تحمله من فرحة بالنصر المبين وفخر بتاريخنا المجيد واعتزاز بأمجادنا وبطولات شعبنا منذ أن وطأ المستعمرون أرض الجزائر الطاهرة وبعد نضال متواصل ضد الاستعمار لمدة 132 عاماً ذاق فيها الشعب الجزائري كل أنواع الظلم والسلب والقتل والتنكيل والتهجير وطمس لمقومات الجزائر التاريخية والحضارية” مشيراً إلى أن ذكرى الاستقلال مناسبة لتذكير الأجيال بواجب التقدير والوفاء والعرفان للشهداء الأبرار الذين حافظوا على عهدهم وضحوا بأعز ما يملكون فأناروا بدمائهم الطاهرة الطريق نحو العزة والكرامة واستلهمت الأجيال من نضالهم تلك العبر والقيم السامية التي طبعت مسيرة الشعب الجزائري وجعلته أكثر تعلقا بالوطن.وقال تهامي: “من دواعي الفخر والاعتزاز أن نحيي هذه الذكرى على أرض سورية العروبة وأن نتوجه بالتحية إلى أشقائنا في ربوعها العزيزة قيادة وشعبا لما قدموه من مساندة في سبيل نيل الجزائر استقلالها الذي جاء تتويجا نضاليا لمقاومات شعبية متعاقبة منذ أن وطأ الاستعمار أرض الجزائر وعلى رأسها مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري الذي أغنت مآثره البطولية والفكرية والإنسانية الحضارة العالمية وعززت إقامته في بلاد الشام من الرصيد التاريخي للعلاقات الجزائرية السورية التي اتسمت دوماً بالتميز بما تعرفه من تلاحم شعبي وحرص متواصل من قبل قيادتي البلدين على تعزيز جسور التواصل والتشاور والتنسيق بينهما والرغبة الصادقة والمشتركة للجانبين في مواصلة البحث عن كل فرص الشراكة المتاحة في سبيل دعم العلاقات الثنائية وإثرائها في مختلف المجالات وهي المهمة التي تضطلع بها اللجنة المشتركة للتعاون”.وأوضح سفير الجزائر أن هذه اللجنة عقدت دورات عدة على المستوى الوزاري واتخذ البلدان فيما بعد خطوة متقدمة لرفع هذه اللجنة إلى مستوى اللجنة العليا المشتركة للتعاون برئاسة رئيسي حكومتي البلدين والتي أغنت دورتاها الأولى والثانية الإطار القانوني للعلاقات بين البلدين بعدد معتبر من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج المختلفة غطت قطاعات اقتصادية وثقافية عديدة يعمل البلدان على تفعيلها خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتلاحم والتضامن.وأشار تهامي إلى مكانة آل الجزائري والجالية الجزائرية في سورية حيث لعب أبناء الأمير عبد القادر واحفاده وأخوته أدوارا محورية في تاريخ دمشق والمنطقة وتفاعل الجزائريون الذين عاشوا في سورية مع أحداث هذا البلد الشقيق وانخرطوا في حياته الاجتماعية والثقافية وتأثروا بالمجتمع السوري المضياف واثروا فيه وأصبح الاندماج التام بين الجزائريين والسوريين هو الصخرة المتينة التي قامت عليها العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والتي تجلت في دعم سورية للثورة التحريرية المجيدة في الجزائر ودعم الجزائر للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة في سورية بالحوار بين السوريين دون أي تدخلات أجنبية وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتطلع الجزائر إلى استعادة سورية دورها العربي والإقليمي والدولي.ولفت تهامي إلى أنه بهدف إبراز هذه الذكرى وغيرها من معالم تاريخ الجزائر المجيد الحافل بالانتصارات وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون موضوع الذاكرة على رأس أولويات برنامجه وقرر جعل الثامن من شهر أيار من كل عام يوماً وطنياً للذاكرة مع إطلاق برنامج الذاكرة الوطنية إلى جانب إنشاء قناة تلفزيونية تعنى بالذاكرة الجماعية للشعب الجزائري وتاريخه داعياً المؤرخين إلى استجلاء جميع جوانب محطات التاريخ النضالي للشعب الجزائري في ذاكرة الأمة إنصافاً لحق الأجيال الصاعدة في معرفة ماضيها بأدق تفاصيله.وبين أن الرئيس تبون يواصل بقوة وخطوات مدروسة تشييد الجزائر الجديدة التي يتطلع إليها كل الجزائريين والتي قطعت أشواطا في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تنظيم استفتاء على مشروع تعديل الدستور في الأول من تشرين الثاني 2020 ووضع أسس لنظام سياسي ديمقراطي يكفل حماية الحقوق والحريات ويحقق التوازن بين مختلف السلطات وانبثق عن الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في الـ 12 من حزيران من العام الماضي مجلس شعبي وطني بتشكيلة جديدة كما أدلى الجزائريون في الـ 27 من تشرين الثاني الماضي بأصواتهم في انتخابات محلية لتجديد المجالس البلدية والولائية في آخر محطة بمسار تجديد المؤسسات المنتخبة.