سياسة

لقاء بيصور.. بوابة عبور جنبلاط الى دمشق؟

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

على وقع تطورات جبهتي غزة وجنوب لبنان وفي ظل تطورات الميدان السياسي والانعطافة التركية نحو سوريا، جاء الإعلان عن لقاء درزي في بلدة بيصور بدعوة من الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وبحضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، وتم الترويج ان اللقاء سيتخلله شرح من جنبلاط لمواقفه السياسية الداعمة للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان، واللافت انه تم تسريب رسالة من جانب فريق جنبلاط مفادها ان “من لا تعجبه مواقف البيك يمكنه الاستقالة من الحزب” فهل المقصود بها الفريق المحيط بنجله النائب تيمور جنبلاط الذي لا يوافق على السياسة التي يتبعها والده الذي عاد ليمسك بزمام القرار السياسي للحزب الاشتراكي بظل التباين الحاصل في وجهات النظر مع نجله النائب تيمور جنبلاط؟.
وخلافاً للأجواء التي تم إشاعتها فإن لقاء بيصور يتمحور حول إتمام مصالحة داخل عائلة آل ملاعب التي شهدت حادثة أليمة قبل اكثر من عام أدت الى سقوط قتيل من أبناء العائلة على يد احد أفراد عائلة آل ملاعب، وتم العمل على حل القضية، وعليه يعمل جنبلاط على إنهاء ذيول الحادثة واتمام المصالحة، ووجد فريق عمل جنبلاط الأب أن الفرصة سانحة لإستثمار المناسبة سياسيا، وبالتالي تم توجيه الدعوة الى أرسلان وشيخ العقل نصر الدين الغريب والوزير السابق صالح الغريب بينما لم تتم دعوة الوزير السابق وئام وهاب الى لقاء بيصور، ما يطرح سؤالا حول سبب عدم دعوته للمشاركة، وهل ذلك بسبب التباين السياسي لا سيما حول الملف السوري، علما ان ارسلان يعتبر الحليف الأول لسوريا على الساحة الدرزية.
وبحسب المعلومات فإن لقاء بيصور تم تحمليه أكثر من حجمه الحقيقي وهو مرتبط بحل الخلاف داخل عائلة ال ملاعب بالدرجة الاولى وليس لقاءا بالمعنى السياسي للكلمة، مع الاشارة الى ان جنبلاط يتقن فن تمرير الرسائل السياسية خلال المناسبات الاجتماعة او اي مناسبة أخرى، فهو يملك حاسة الاستشعار السياسي عن بُعد، وعندما يلمس اي متغير على المستوى الاستراتيجي فإنه يسارع الى تسجيل موقف او انعطافة دون ان يشكل له ذلك حرجاً، والامثلة لا تعد ولا تحصى.
وبناء على المعلومات المتداولة تسأل جهة سياسية مطلعة عن الهدف من المواقف الداعمة لفلسطين والتي سوف يعلن عنها جنبلاط من بيصور وعن توقيتها، فهو سبق وان اعلن موقفا واضحا منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى وحدد خياره الى جانب المقاومة في فلسطين، وفي وقت لاحق اعلن دعمه لما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان مع تحذيره للمقاومة من عدم استدراجها الى الفخ واعطاء الذريعة لكيان الاحتلال كي يقوم بشن عدوان على لبنان.
وتبقى النقطة الأهم بحسب الجهة السياسية وربما هي التي تشكّل بيت القصيد في مواقف جنبلاط التي يبدو انها باتت أقرب الى فريق محور المقاومة، فهل يريد جنبلاط ان يكون الى جانب فلسطين ومقاومتها والى جانب المقاومة في جنوب لبنان، بينما لا يزال يناصب سوريا العداء؟ فكيف يكون جنبلاط في هذا المحور وهو على خصومة مع أحد أركانه الأساسيين، فدمشق بقيادة الرئيس الأسد دفعت منذ غزو العراق في العام 2003 ثمن وقوفها الى جانب فلسطين ومقاومتها، والحرب على سوريا تحت مسمى “الربيع العربي” كان هدفها اسقاط دور سوريا المحوري الداعم لحركات المقاومة في المنطقة”.
وتختم الجهة السياسية “ربما أيقن جنبلاط لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الى الاردن ولقائه الملك عبدالله الثاني حيث لمس بداية انعطافة نحو دمشق، وكذلك بعد لقائه وزير خارجية تركيا الأسبق أحمد داود أوغلو في أسطنبول، يضاف الى ذلك تطورات جبهة الشمال السوري وموقف الرئيس التركي أردوغان الذي يبدو متلهفا لإستعادة العلاقة مع دمشق والرئيس الأسد، أن زمن التحولات الكبرى بدأ وبالتالي يريد جنبلاط أن يستغل مناسبة لقاء بيصور من أجل توجيه رسالة إيجابية نحو دمشق من خلال تأكيد موقفه الى جانب فلسطين ومقاومتها من جهة، ورفض المواقف التحريضية لا سيما في ما يتعلق بمواقف الشيخ موفق طريف ودخوله على خط تغذية حراك السويداء من جهة ثانية، وذلك بحضور حليف الرئيس الأسد الأول درزيا طلال أرسلان إنطلاقاً من إدارك جنبلاط أن طريق عبوره الى الشام تمر من خلدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى