سياسةنقطة ساخنة

ماذا وراء مفاجآت حزب الله

مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد

يحيى دايخ

بيروت 18 حزيران 2024

 

ما فتأت المقاومة الإسلامية تفاجئ العدو الإسرائيلي بإنجازات عسكرية-أمنية يعجز صناع قراره واجهزتهم الاستخباراتية والعسكرية عن ايجاد حلول لها من المسيرات الاستطلاعية والانقضاضية والصواريخ بأنواعها القريبة منها والمتوسطة والبعيدة التي تضرب تجمعات جنودهم وتموضعاتهم واجهزتهم التجسسية وحتى أماكن استقرار ومصالح المستوطنين

 

وآخرها المسيرة الإستطلاعية هدهد التي سرب حزب الله بعضاً مما جمعته من معلومات في حلقتها الأولى والتي أعتقد بل واجزم بأن ما وراءها من مفاجآت اكبر وادق.

 

حيث وصفها محللوه وخبراءه العسكريين بأنها خطيرة جداً، وهذا غيض من فيض والذي بالتأكيد لم يعلن عنه حزب الله بعد.

 

ويمكن القول أن المقاومة مازالت في مرحلة التجارب والمناورات وان حرب المقاومة لم تبدأ بعد.

 

وبالتالي فإن وراء هذه الإنجازات والمفاجآت في ابعادها الأمنية والعسكرية والنفسية والاجتماعية ما يدل على درجة الانهيار والتآكل لما بقي مما يسمى القدرة على الفعل والمبادرة التي وصل إليها الكيان المؤقت على المستويات التالية:

 

١- في البعد الأمني يمكن القول أن العدو في مرحلة متقدمة جدا من إعلان الفشل في كافة وسائله الإستباقية والانذارية في الاكتشاف والتصدي للاخطار التي تهدد بناه الحيوية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية مما يهدد أمن مستوطنيه وعموم جبهته الداخلية وبالتالي يقدم لضرب ركن اساسي من ركني وجوده وهي العقيدة الأمنية.

 

٢ – على المستوى العسكري:

أ- فخلال ٢٥٦ يوماً من القتال على الجبهة الشمالية لم يكن جيش العدو يوماً فاقداً للمبادرة مكبلاً مردوعاً منذ تاريخ قيام الكيان المؤقت إلى يوم ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ ، مما اوجد بين مستوطنيه عامة وفئات مثقفيه خاصة حالة متقدمة من فقدان الثقة به وبقدرته على الردع واسقط نظرية السوبر جندي عن مقاتليه، وبالتالي نرى تفكك مجتمعاته وتشرذم احزابه السياسية، وهذه الحالة لم ترى قبلا خاصةً أثناء الحروب حيث كانوا متوحدين خلالها.

 

ب- يمكن رؤية الضياع والضعف في القيادة العسكرية لجيش العدو او في آداء العناصر والافراد على مستوى كافة الوحدات الخاصة والقتالية من ضمنها حالات رفض الاوامر والانتحار والحالات النفسية المرضية وغيرها الكثير…

 

مما ينخر ويتبر بدوره الركن الثاني الاساسي في قيام الكيان وهو العقيدة العسكرية.

 

لقد استطاعت المقاومة الإسلامية العمل بذكاء على ضرب هذان الركنان اللذان يقوم عليهما الكيان المؤقت، فخاضت صراعها الوجودي مع العدو بإتجاهين متوازيين لا ينفصلان، صراع العقول (الامني) والصراع الناري (العسكري) مترافقين مع ضرب كل ما تحويه الجبهة الداخلية من خلال كي الوعي والحرب النفسية، معتمدةً على خبرتها بنقاط ضعف العدو وهشاشة مجتمعاته (مجتمعاته لان العدو ليس مجتمعا واحدا موحدا) محولةً تهديداته إلى فرص للقضاء عليه.

 

وبالتالي إن ما نراه اليوم من توالي المفاجآت يمكننا من القول أن الصورة في طور الإنقلاب والتحول مثل:

 

– تبادل السيطرة على الأجواء بنسب قريبة.

– ردع سلاح العدو البحري

– تفوق سلاح المشاة لصالح المقاومة

– التفوق بالرمايات الصاروخية لصالح المقاومة بحيث ان بنك أهداف المقاومة اكبر واشد إيلاما من بنك أهداف العدو مما يبقي العدو مردوعا بقواعد للاشتباك محدودة بالطابع العسكري

– التفوق الكامل الروحي والمعنوي لصالح رجال المقاومة

– والعامل المؤثر والحاسم التأييد والثقة والروحية العالية لبيئة ومجتمع المقاومة أمام تشرذم وتفكك وانعدام الثقة للقيادة السياسية والعسكرية من مجتمعات العدو.

 

كل تلك الاسباب وغيرها الكثير تخلص لنتيجة واحدة هي أن الكيان ذاهب الى هزيمة لن يستطيع القيام بعدها وبالتالي هذه الهزيمة ستزيد بشكل متسارع في انهياره ولن يستطيع الغرب وامريكا بالتحديد من ترميم هذه الهزيمة الكبرى التي ستنهي وجود الكيان بإذن الله.

وليتبروا ما علو تتبيرا – صدق الله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى